الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب المصائب متنوعة

السؤال

كنت أصلي، وقد تركت الصلاة لفترة طويلة. وعندما نويت أن أرجع إلى الصلاة تبت إلى الله، ودعوت الله أن يحكم علي بأي حكم في الدنيا مقابل أن يغفر لي ذنبي.
وكان معي كثير من المال أحتفظ به، وكان لا يعلم هذا إلا زوجتي. وقررت أن أفتح مشروعا بكل هذا المال، فلم أوفق في فتح المشروع، وخسرت الكثير من المال. وعرف أهلي أن معي مالا وفيرا، وقمت بفتح مشروع آخر، وخسرت فيه أيضا.
فهل هذا حكم الله علي، أم أصابني حسد من أهلي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاحمد الله على أن هداك وتاب عليك، واعلم أن كل مصيبة في الدنيا تهون. وأما مصيبة الدين فهي التي لا جبر لها.

ولا يجوز لك أن تدعو على نفسك، بل كان عليك أن تصدق التوبة، وتسأل الله من فضله.

وأما ما أصابك فربما كان بلاء وامتحانا من الله، وربما كان حسدا، وربما كان غير ذلك، فلا يمكننا الجزم بحقيقة الحال؛ إذ ذلك من الغيب.

ولكن عليك بكل حال أن تجتهد في طاعة ربك -تبارك وتعالى- وأن تأخذ بأسباب النجاح في مشاريعك من عمل دراسة جدوى مناسبة، واستشارة ذوي الرأي وأهل الخبرة، واستئجار المأمونين وذوي الدين وهكذا.

وعليك أن تجتهد في الدعاء وتكثر منه، وتسأل الله من فضله العظيم.

وإذا خشيت حسدا، فارق نفسك وأهلك بالرقى الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر من حمده وشكره على نعمته، سبحانه.

واصبر على ما يصيبك من ضر، واعلم أنه تقدير من حكيم عليم، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

والله المسؤول أن يصلح حالك وحال المسلمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني