الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج من يفضل الاستمناء ولا يعاشر زوجته

السؤال

زوجي يفضل الاستمناء بيده، ومشاهدة الأفلام الإباحية عن معاشرتي، ويقول إنه يستمتع أكثر، ويهجرني في النوم، فماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالزوج الذي يكون على هذه الحال التي وصفت، يستبدل الخبيث بالطيب، والذي هو أدنى عن الذي هو خير، فالزوجة نعمةٌ لزوجها، يعف بها نفسه عن الوقوع فيما حرم الله، ويغض بها بصره، قال تعالى: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ {البقرة:187}.

أي هن سترٌ لكم، وأنتم سترٌ لهن، لأن كلا الزوجين يستر صاحبه، ويمنعه من الفجور، ويغنيه عن الحرام، والعرب تكني عن الأهل بالستر، واللباس، والثوب، والإزار، وروى الحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان: عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من رزقه الله امرأةً صالحةً، فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني.

والشعور بأن الاستمتاع بالحرام أفضل من الاستمتاع بالزوجة، من باب تزيين الشيطان ومكره، فحسَّن في وجهه القبيح، وقبح الحسن، قال تعالى: أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ {فاطر:8}.

وهنالك عدة أمورٍ ينبغي أن تقوم بها الزوجة، ومنها:

أولاً: كثرة الدعاء له بأن يصلح الله حاله، ويرزقه، رشده، وصوابه.

ثانياً: أن تبذل له النصح بالحسنى، وتبين له خطأ المسلك الذي يسلكه، وأنه قد تكون عاقبته سيئة عليه، فالمعاصي قد تكون سبباً للمصائب، كما قال عز وجل: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.

وروى الطبراني: عن البراء بن عازب ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اختلج عرقٌ، ولا عينٌ إلا بذنبٍ، وما يدفع الله أكثر.

ثالثاً: أن تحرص على حسن التبعل لزوجها، والتزين له، لئلا يلتفت قلبه إلى غيرها، ويبحث عن وسيلةٍ أخرى يشبع بها غريزته العاطفية، ويقضي بها شهوته، فتتزين له كما تحب هي أن يتزين لها، وهذا من معاشرة كل منهما الآخر بالمعروف، روى البيهقي في السنن عن ابن عباسٍ ـ رضي الله عنهما ـ قال: إني لأحب أن أتزين للمرأة، كما أحب أن تزين لي، لأن الله عز وجل يقول: ولهن مثل الذي عليهن.

ثم إن حق المرأة على زوجها، في الفراش من آكد حقوقها عليه، فانتقاصها هذا الحق ظلمٌ لها، قال ابن تيمية: يجب على الزوج أن يطأ زوجته بالمعروف، وهو من أوكد حقها عليه، أعظم من إطعامها. اهـ.

ولا يحل للزوج أن يهجر زوجته إلا عند نشوزها، فيهجرها في الفراش، وتراجع لمزيد الفائدة الفتويين: 123321113898.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني