الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية توبة العاجز عن ردّ الحقوق لأصحابها الكافرين

السؤال

قبل أكثر من سنة كنت أقدّم خدمات إنشاء مواقع الويب، وكانت تلك الخدمات رديئة؛ إذ إن تلك المواقع سرعان ما تقع فيها مشاكل وتتعطّل، وجميع عملائي يعتقدون أني سرقت مالهم، وهم لا يتجاوزون أربعة أشخاص، وكنت أتمنى إرجاع أموالهم إليهم، لكني لم أكن أملكها.
في بداية هذه السنة 2022 عقدت النية بيني وبين الله على الرجوع لنفس الموقع، وتوفير خدمات ذات جودة، وأن ما سوف أجنيه، سأعيده إلى عملائي السابقين غير الراضين، وبعد شهر ونصف تجمّع عندي المبلغ المطلوب، وعند رجوعي إليهم وجدت بعضهم قد غادر الموقع بصفة نهائية، والآخرون عملوا لي حظرًا، وأنا أريد أن أزيل دَينهم من على عاتقي، علمًا أن عملائي ليسوا مسلمين، والموقع لا يتيح إمكانية التواصل مع العملاء خارجه -أي أني لن أحصل على بريدهم الإلكتروني، أو ما شابه-، وقد تواصلت مع إدارة الموقع، وشرحت لهم الوضع، وأخبروني بعدم إمكانية مساعدتي للتواصل مع عملائهم خارج الموقع، فأرجو منكم الرد؛ فأنا أخاف أن يتوفاني الله قبل أن أسدّد ما على ذمّتي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلى فرض تيقّنك من أن لهم حقًّا عليك، إن كان حصل منك غش وخداع، ولا سبيل إليهم للتحلّل منهم؛ فيمكنك أن تتصدّق عنهم بما يغلب على ظنّك براءة ذمّتك به؛ فهذا كافٍ في التحلل -بإذن الله-؛ عملًا بالمستطاع؛ لأنه لا سبيل لك إلى التواصل معهم، والتحلّل منهم مباشرة، أو أداء حقّهم إليهم -إن كان لهم حقّ كما ذكرت-، جاء في مطالب أولي النهى للرحيباني ناقلًا عن ابن تيمية -رحمهما الله تعالى- قوله: إذا كان بيد الإنسان غصوب، أو عواري، أو ودائع، أو رهون قد يئس من معرفة أصحابها؛ فالصواب أن يتصدّق بها عنهم. اهـ

ولمزيد من التفصيل، انظر الفتويين: 400321، 278296.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني