الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغسل من العادة السرية بين الوجوب وعدمه

السؤال

أنا فتاة كنت أمارس العادة السرية منذ سنتين ونصف، وعمري 14 عاما، ولم أكن أغتسل من العادة السرية؛ لأنني لم أكن أعلم أنه يجب عليّ أن أغتسل. وكذلك أريد أن أسأل هل صلاتي مقبولة؛ لأنني لم أكن أعلم بأنه يجب الاغتسال أيضا؟ أنا دائما أقرأ أدعية دبر كل صلاة. فهل هذه الأدعية مقبولة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد بينا حرمة العادة السرية وأضرارها الدنيوية والأخروية في أكثر من جواب؛ ولذلك يجب على من ابتلي بهذه العادة السيئة أن يتوب منها، ويبتعد عنها. وانظري الفتوى: 7170.

والغسل من العادة السرية واجب إن كان نشأ عنه خروج المني، وإذا لم ينشأ عنه خروج المني، أو حصل شك في خروجه فإن الغسل لا يجب.

ولذلك؛ فإن كان خرج منك منيّ، فصلاتك غير صحيحة، ويجب عليك قضاء ما صليت من الصلوات دون غسل في قول الجمهور، وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى عدم لزوم القضاء، واختاره بعض العلماء، وانظري تفاصيل ذلك في الفتويين: 109981، 125226. والأخذ بقول الجمهور أحوط وأبرأ للذمة.

أما إذا لم يخرج منك المني، أو لم تعرفي هل خرج أم لا؟ فالصلاة صحيحة، ولا قضاء عليك ؛ لأن الأصل براءة الذمة؛ فلا تعمر الذمة إلا بمحقق، كما قال العلماء.

أما كون الصلاة مقبولة أم لا؟ فهذا علمه عند الله تعالى.

ولمعرفة الفرق بين منيّ المرأة ومذيها انظري الفتوى: 128091 .

وأما الأدعية دبر الصلاة، أو قبلها، أو في أي وقت؛ فهي مشروعة، وهي من الذكر والدعاء المرغب فيه شرعا، وأجرها عظيم وخيرها كثير. نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني