الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى مسؤولية العبد عن أعماله السيئة قبل الجنون

السؤال

لو هناك إنسان غارق في المعاصي وكل ومعظم أعماله سيئة واستمر في ذلك حتى بلغ من العمر ثلاثين عاما وبعدها أصيب هذا الشخص بالجنون هل يحاسب على أعماله السيئة التي فعلها قبل مرضه
وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأفعال العباد إن كانت لا تبلغ درجة الشرك بالله فإن المحاسبة عليها هي مما يتعلق بمشيئة الله، وأما الشرك فالإنسان مؤاخذ به إذا لم يتب منه. قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ] (النساء: 48).

والمجنون قبل جنونه هو كسائر الناس، وإنما يرفع عنه القلم حال الجنون. أخرج أصحاب السنن وأحمد من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق.

وعليه، فإذا لم يتب المجنون قبل الجنون فإنه مؤاخذ بالشرك، ثم سائر أفعاله الأخرى داخلة في مشيئة الله، ولكن الله بمنه وفضله جعل المصائب والأمراض التي تصيب المرء مكفرات لذنوبه، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. فلا مانع –إذاً- من أن يكون جنون هذا الشخص كفارة لما كان ارتكبه أو لبعض ما كان ارتكبه من الخطايا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني