الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثواب الوالدين عند مرض الأطفال

السؤال

أعرف أن الأمراض تكفر الذنوب. فهل مرض الأطفال الصغار أو الرضع، يكفر ذنوب والديهم أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن من الحكم في ابتلاء الأطفال بالأمراض ما يصيب الوالدين من الهم والحزن، وذلك مما يكفّر الذنوب، ويمحو الخطايا. كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من هَمٍّ، ولا حزن، ولا وَصَب، ولا نَصَب، ولا أذى، حتى الشوكة يُشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه مسلم.
فمرض الأطفال ابتلاء للوالدين في صبرهما ورضاهما بقضاء الله وقدره، ولذلك من مات له ثلاثة أولاد أو ولدان واحتسب الأجر عند الله؛ دخل الجنة، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ما مِنْكُنَّ من امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كانوا لها حجابا من النار، فقالت امرأة: واثنين، واثنين، واثنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: واثنين، واثنين، واثنين. متفق عليه.
وعند أحمد عن أبي ثعلبة الأشجعي قال: قلت: مات لي يا رسول الله ولدان في الإسلام، فقال: من مات له ولدان في الإسلام أدخله الله -عز وجل- الجنة بفضل رحمته إياهما.

قال القرطبي في تفسيره: قال العلماء: كما اشترى من المؤمنين البالغين المكلفين، كذلك اشترى من الأطفال فآلمهم وأسقمهم؛ لما في ذلك من المصلحة، وما فيه من الاعتبار للبالغين، فإنهم لا يكونون عند شيء أكثر صلاحاً وأقل فساداً منهم عند ألم الأطفال.

وما يحصل للوالدين الكافلين من الثواب فيما ينالهم من الهم، ويتعلق بهم من التربية والكفالة، ثم هو -عز وجل- يعوض هؤلاء الأطفال عوضاً إذا صاروا إليه.

ونظير هذا في الشاهد أنك تكتري الأجير ليبني وينقل التراب، وفي كل ذلك له ألم وأذى، ولكن ذلك جائز؛ لما في عمله من المصلحة، ولما يصل إليه من الأجر. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني