الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من لا يعاشر زوجته ولا ينظر إليها كامرأة

السؤال

أنا متزوجة منذ تسع سنوات، وزوجي لا يعاشرني إلا نادرًا، ومرت الآن سنة، ولم تكن أية علاقة زوجية بيننا. فما حكم الشرع؟
ويقول لي إنه لا ينظر إليَّ كامرأة. أرجو الجواب؛ لأنني لم أعد أحتمل، ولا أريد أن أقع في الفاحشة.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أمر الشرع الزوج بأن يعاشر زوجته بالمعروف، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وهذه المعاشرة بالمعروف تتضمن المعاملة الحسنة، وأن يؤدي إليها حقوقها.

قال الجصاص: أمر للأزواج بعشرة نسائهم بالمعروف، ومن المعروف أن يوفيها حقها من المهر والنفقة والقسم، وترك أذاها بالكلام الغليظ، والإعراض عنها، والميل إلى غيرها، وترك العبوس والقطوب في وجهها بغير ذنب، وما جرى مجرى ذلك، وهو نظير قوله تعالى: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. انتهى.

ومن أعظم حقوق الزوجة على زوجها أن يعفها، كما بين شيخ الإسلام ابن تيمية، فقد قال في الفتاوى الكبرى: وَيَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَطَأَ زَوْجَتَهُ بِالْمَعْرُوفِ، وَهُوَ مِنْ أَوْكَدِ حَقِّهَا عَلَيْهِ أَعْظَمَ مِنْ إطْعَامِهَا، وَالْوَطْءُ الْوَاجِبُ قِيلَ: إنَّهُ وَاجِبٌ فِي كُلِّ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مَرَّةً وَقِيلَ: بِقَدْرِ حَاجَتِهَا وَقُدْرَتِهِ، كَمَا يُطْعِمُهَا بِقَدْرِ حَاجَتِهَا وَقُدْرَتِهِ، وَهَذَا أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ... انتهى.

وترك الزوج وطء زوجته مدة طويلة تتضرر بها؛ يتنافى مع المعاشرة الحسنة، وفيه ظلم لها.

ومن سوء العشرة أن يخبر الزوج زوجته بمثل هذا الكلام الجافي والغليظ أنه لا ينظر إليها كامرأة.

ونوصيك بالصبر، وكثرة الدعاء، ومناصحة زوجك بالحسنى، والاستعانة عليه بالعقلاء من أهلك وأهله، ومن ترجين أن يستجيب لكلامه؛ عسى الله أن يجعلهم سببا لرجوعه لرشده وصوابه.

فإن استجاب؛ فالحمد لله، وإلا؛ فيمكنك رفع الأمر للمحكمة الشرعية ليأمره القاضي بالمعاشرة بالمعروف، أو المفارقة بإحسان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني