السؤال
أنا فتاة في حلقة تسميع للقرآن الكريم، وعندما كنت في المسجد أتتني العادة الشهرية، لكن لم أكن متأكدة، فسمّعتُ القرآن، وأنا أمسك به، وتابعت التسميع حتى انتهيت، وما زلت أمسك بالمصحف، ثم عدت إلى البيت.
سؤالي: هل ما فعلته ذنب؟ هل كان عليَّ أن أترك المصحف، وأعود للبيت؟ أو آخذه معي، وأعود بسرعة؟ وماذا عن الصفحات التي سمّعتها هل عليّ إعادتها؛ لأنني لم أكن طاهرة؟ وإذا كان عليَّ إعادتها؛ فهل يجب أن أخبر معلمتي لتعيدها لي؟ أم يمكنني إعادة تسميعها لأمي؟ علما بأن أمي هي معلمة في حلقة تحفيظ أيضا. وماذا عليَّ أن أفعل لأكفر عن هذا الذنب؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دمت لم تتأكدي من نزول دم الحيض، فإن ما فعلتِ من مواصلة القراءة والاحتفاظ بالمصحف هو الصواب، وليس عليك إثم، بل لك أجر -إن شاء الله تعالى-؛ لأن مجرد الإحساس بأعراض الدورة، أو الشك في نزول المانع لغو لا اعتبار له ما لم تتيقني؛ وذلك لما جاء في الصحيحين وغيرهما أن رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي بَطْنِهِ شَيْئًا، فَأَشْكَلَ عَلَيْهِ أَخَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لَا، فَلَا يَخْرُجَنَّ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا.
وفي رواية: الرَّجُلُ، يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: لَا يَنْصَرِف حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا.
وعلى كل حال؛ فلا يلزمك إعادة ما قرأت، ولا إخبار المعلمة، ولا غيرها.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى: 51327، والفتوى: 77919، الفتوى: 48456.
والله أعلم.