الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحرم من زنا من رؤية الحور العين؟

السؤال

لي صديق كان مؤمناً حقاً، لقد كان يحافظ على الصلوات الخمس ويحفظ القرآن، فاجأني يوماً وأعلمني أنه زنا مع فتاة خمس مرات، وندم وعاد إلى الله تعالى مرة أخرى. فهل يقبل الله توبته، وهل تضيع عليه حور العين يوم القيامة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الزنا كبيرة من كبائر الذنوب توعد الله عز وجل أصحابه الذين لم يتوبوا منه بالعذاب الشديد، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً*إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً(الفرقان:68-70)، وقال سبحانه: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً(الاسراء:32)، ومع أن الزنا ذنب عظيم فإن من تاب إلى الله فإن الله يتوب عليه، ويقبل توبته، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.

ولا نعلم حديثاً صحيحاً ورد فيه حرمان الزاني من الحور العين في الجنة إن دخلها، والذي ورد في ذلك هو في الخمر والحرير.

فمن تاب من الزنا توبة صادقة ودخل الجنة فإنه سيتزوج الحور العين بإذن الله، ومما يؤكد هنا أن شارب الخمر في الدنيا توعد بالحرمان منها في الجنة إلا إذا تاب، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة إلا أن يتوب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني