الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تكررت منه المعصية هل تنزع منه محبة الله ورسوله

السؤال

أود أن أعرف كيف الجمع بين قول الله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم في الذي كان يكثر من شرب الخمر (أنه يحب الله و رسوله)؟,فإن كثرة مخالفته في مسألة شرب الخمر قد يعتبره البعض دليل على عدم أو ضعف حبه لله و لرسوله حيث أن دليل الحب الاتباع.
وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم درجات، وشرب الخمر ونحوه ينافي كمال الحب لا أصل الحب، فلا تعارض بين الآية الكريمة، وهي قوله تعالى: [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ] (آل عمران: 31). وبين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في شارب الخمر: فو الله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله. رواه البخاري.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح: وفيه أن لا تنافي بين ارتكاب النهي وثبوت محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في قلب المرتكب، لأنه صلى الله عليه وسلم أخبر بأن المذكور يحب الله ورسوله مع وجود ما صدر منه، وأن من تكررت منه المعصية لا تنزع منه محبة الله ورسوله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني