السؤال
كلما أتشاجر مع زوجتي أقول لها: إن أردت الفراق فطلقيني، فأنا لن أطلقك أبدًا؛ خشية على ضياع الأولاد، فتقول لي: سيأتي يوم وأطلقك فيه. وأحيانا بعد أسبوع، أو شهر تقول لي: أطلقك. مع العلم يكون قد حدث جماع، وحياة طبيعية في هذا الأسبوع أو الشهر. فهل يقع الطلاق؟
مع العلم أني دائما أقول لها هذه الكلمة، وهي إما تقول لي: سيأتي يوم وأطلقك، أو تطلقني بعد أسبوع أو أيام من الشجار.
أفتوني، فأنا في حيرة من أمري.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد نص الفقهاء على أن الطلاق حق للزوج، وأن له أن يفوض هذا الحق لزوجته، ولكن لا نرى أن ما صدر منك من هذا القبيل. إذ ما فهمناه من السياق؛ هو أنك تقصد أنك لن تقدم على الطلاق لعواقبه الوخيمة، ولكن إن جاء الطلاق من جهة الزوجة؛ رغما عني فهذا شيء آخر. فإن كان ما فهمناه صحيحا؛ فلا أثر لما يصدر من الزوجة.
وحتى لو اعتبر ما صدر منك تفويضا لها في شأن الطلاق، فقولها مستفهة: أأطلقك؟ أو سيأتي يوم وأطلقك ليس طلاقا. وللفائدة حول تفويض المراة تطليق نفسها انظر الفتوى: 9050
ونوصي الزوجين ونؤكد عليهما أهمية التفاهم والعمل على ما من شأنه تقوية علاقتهما، وتعميق المودة والرحمة بينهما، وبأن لا يجعلا للشيطان مدخلا بينهما؛ ليثير المشاكل، ويكون سببا للشقاق، وتشتيت الأسرة، ولا سيما مع وجود الأولاد، فذلك من أعظم أمانيه.
روى مسلم عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيئ أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال: ثم يجيئ أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته -قال- فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت.
والله أعلم.