الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من إبقاء الزوجة معلقة والإساءة إليها

السؤال

انفصلت عن زوجي، وبعد فراق دام سبعة أعوام -وكان قد تزوج وأنجب- أراد العودة من أجل ابنتنا، وقال إنه لم يستطع نسياني قط، وقال كل معاني الحب والاهتمام. وقال إن زوجته لن تستطيع أن تنجب مرة أخرى؛ فصدقته، وقبلت أن أكون زوجة ثانية.
ولكن بعد العودة فوجئت أنها حامل بعملية حقن، وقد أخفى ذلك عني حتى أقبل الرجوع. وقد أساء إلي من أول يوم، فقد أصر على أن يخرج للعمل مبكرا، وكان يأتي وقتا قليلا جدا، ويتحجج بالعمل. وحتى عندما كنت أطلب منه أن يزيد وقته من أجل ابنته، كان يرفض ويقول: لا بد أن يساوي بيننا.
وإن طلبت شيئا للمنزل في يومها، كان أيضا يرفض ويقول: انتظري يومك. ويهجرني لمدة شهور، دون أن أفهم السبب، وفوجئت بعد ذلك أنه يفعل كل ذلك إرضاء لها، فقد أخبرها أنه ردني فقط من أجل ابنته ولن يلمسني، وهو يفعل ذلك حقا، حتى إنه في أيامي يذهب ليجامعها قبل أن يأتيني، ويتهرب مني. وحين واجهته قال لي نصا: احمدي ربنا أنها رضيت أن أرجعك. فما حكم الدين فيه؟
وماذا أفعل، وقد كادني، ودمر حياتي، فأنا أصغر منه ومنها بما يقارب 10سنوات؟
يهينني دائما، ولا يقبل كلامي، والآن يقول لي: سأبقيك معلقة، ولا يأتي للمنزل إلا لرؤيه ابنته، ويقاطعني حقا، ويهجرني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد جاء الشرع بأدلته من كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم آمرا الأزواج بحسن معاشرة زوجاتهم، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 134877.

فإن كان زوجك على الحال التي ذكرت في تعامله معك، فإنه مسيء وظالم؛ إذ الواجب عليه أن يؤدي إليك حقوقك، ويعدل بينك وبين زوجته الأخرى، وانظري الفتوى: 27662. والفتوى: 3604.

ولا يحل لزوجك أن يترك جماعك؛ ليوفر لذته لجماع زوجته الأخرى، كما بين الفقهاء. وسبق نقل كلامهم في الفتوى: 125292.

فنوصيك بالصبر، وكثرة الدعاء أن يصلح الله ما بينك وبين زوجك، ونوصيك أيضا بتحكيم العقلاء من أهلك وأهله من أجل الإصلاح، وليبذلوا له النصح ليمسك بمعروف، أو يفارق بإحسان؛ لأنه لا يحل له أن يتركك معلقة، لا بأيم، ولا بذات زوج. قال تعالى: فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ {النساء:129}، وقال: الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ {البقرة:229}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني