السؤال
توفي والدي، وكان كثير التلاوة للقرآن، ذاكرا لله، كثير الاستغفار، أدى العمرة أكثر من مرة، إلا أنه في أيامه الأخيرة سقط، وانكسر عنده الحوض، ومن ثم أصيب جراء الجلوس لفترة طويلة بالتهابات في المسالك البولية، وتضخم شديد في البروستاتا، تعذر معه خروج البول، إلا بمشقة، وبطريقة تجعله يتناثر على بطنه، وأقدامه، لأنه يستعمل كوبا للبول، وعندما يبول يتمايل تارة إلى اليمين، وتارة إلى الشمال، وتارة يستلقي على ظهره نتيجة الحصر الشديد ـ كان يبول بهذه الطريقة أكثر من مرة في اليوم، وتتزايد في الليل ـ وقد ينسكب شيء من هذا الكوب على بدنه خاصة في الليل، بالإضافة إلى صعوبة في الإخراج ـ إمساك دائم ـ وضعف شديد في عضلة القلب يجعله دائم الإرهاق والتعب، لا يقف إلا على جهاز للمشي بمشقة شديدة، وكان في البداية يتيمم، ويصلي، ثم تمكنا من إقناعه أن حالته لا تدخل ضمن حالات التيمم، وأن عليه الوضوء، ولا بأس لو قارب بين الصلوات، لتخفيف عدد مرات الوضوء، حتى اقتنع، وعندما بدأ يتوضأ كان يصر على أن يقوم للحمام بنفسه للوضوء ثلاث مرات في اليوم، واحدة في الصباح، وواحدة قبيل العصر، وواحدة بعد المغرب، لأنه كان يقارب بين الصلوات، فكان يتوضأ في الحمام، وكثيرا ما يبقى على بدنه ـ خاصة منطقة البطن، والعانة ـ آثار بول، وعلى ثيابه، لأنه كان يبلل يده بالماء، ويمسح مسحا، ولا أظنه كان يمسح كل المنطقة المصابة بالبول، ولا يبدل ثيابه إلا مرة واحدة في اليوم، لأنه كان يجد مشقة في تبديل ثيابه أكثر من مرة في اليوم، فهو يحتاج في كل مرة لتبديل ثيابه للوقوف عدة مرات، والجلوس، والاستلقاء، وفي بعض الأحيان نسمع صوت أنفاسه عند القيام، أو الجلوس.... ويقول إن تبديلها ليس هينًا عليه، وأن الله غفور رحيم، وليس على المريض حرج، وأن الشيخ قال ضع على يدك ماء، وامسح مكان البول، وكان ـ رحمه الله ـ شديد العصبية، ونعرض عليه تبديل ملابسه فيرفض، وكنا نخاف عليه إذا جادلناه في أمر تبديلها، ويصر على أنه ليس على المريض حرج، كما كان يرفض رش بدنه بالماء، لأنه كان يشعر بالبرد حتى في الصيف، ويستعيض عن ذلك بمنديل ورقي واحد، ويرفض استعمال أكثر من منديل، وكان إذا دخل المستشفى لا يصلي، ويقول سأقضيها بعد خروجي، وكان يقضيها غالبا، وفي آخر يومين لم يصل نتيجة الإرهاق، والتعب، ثم توفي ـ رحمه الله ـ مبطونا، نتيجة تجمع السوائل، والسموم في بطنه، فهل كانت صلاته صحيحة؟ وماذا علينا للتكفير عنه؟.