الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المدة الزمنية لكفالة أبي طالب للنبي ﷺ

السؤال

كم كانت مدة كفالة الرسول صلى الله عليه وسلم من عمه أبي طالب؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف أهل السِّير في مدة كفالة أبي طالب للنبي صلى الله عليه، وسلم على عدة أقوال، وهذه الكفالة في الغالب تنتهي إلى البلوغ، جاء في أشرف الوسائل إلى فهم الشّمائل لابن حجر الهيتمي: ومات جدّه كافله عبد المطلب، وله ثمان سنين، أو تسع، أو عشر، أو ست، أقوال، ثم كفله عمه شقيق أبيه: أبو طالب. اهـ.

وقال الزمخشري في الكشَّاف: وحقّ هذا الاسم ـ اليتم ـ أن يقع على الصغار والكبار، لبقاء معنى الانفراد عن الآباء، إلا أنه قد غلب أن يسموا به قبل أن يبلغوا مبلغ الرجال، فإذا استغنوا بأنفسهم عن كافل، وقائم عليهم، وانتصبوا كفاة يكفلون غيرهم، ويقومون عليهم، زال عنهم هذا الاسم، وكانت قريش تقول لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: يتيم أبي طالب، إمّا على القياس، وإمّا حكاية للحال التي كان عليها صغيراً ناشئاً في حجر عمه، توضيعا له. اهـ.

وقد استمرّت حماية أبي طالب للنبي صلى الله عليه، وسلم حتى بعد بلوغه، ونزول الوحي عليه، والأمر بتبليغ دعوته، فقد كان يحميه، وينصره، ويمنع كفار قريش من إيصال الأذى إليه، وهذا أمر مشهور في كتب السيرة النبوية.

يقول ابن حزم في جوامع السيرة: وكفله جده عبد المطلب، ومات عبد المطلب ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني سنين، ثم كفله عمه أبو طالب، وكان به رفيقاً، وقد خفف الله تعالى بذلك من عذابه، فهو أخف أهل النار عذاباً، وأتته عليه السلام النبوة من عند الله عز وجل، وهو في غار حراء، وهو عليه السلام ابن أربعين سنة، فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، أسلم فيها رجال من أصحابه، ونساء. اهـ

وفي الروض الأنف للسهيلي، مع سيرة ابن هشام: قال ابن إسحاق: ثم إن خديجة بنت خويلد، وأبا طالب، هلكا في عام واحد، فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب بهلك خديجة، وكانت له وزير صدق على الإسلام، يشكو إليها، وبهلك عمه أبي طالب، وكان له عضدا، وحرزا في أمره، ومنعة، وناصرا على قومه، وذلك قبل مهاجره إلى المدينة بثلاث سنين. اهـ

فيمكن القول: إن المدة الزمنية التي مكثها النبي صلى الله عليه، وسلم في كفالة عمه، وحمايته، ورعايته تتراوح ما بين أربعين سنة، إلى أربع وأربعين سنة تقريبا، بناء على اختلاف أقوال أهل العلم في هذه المسألة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني