الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجها ينكر عليها تدينها ويعرض عن نصائحها

السؤال

جزاكم الله كل خير عن الإسلام والمسلمين.. أنا سيدة متزوجة منذ 5 سنوات و أم لطفلة عمرها ثلاث سنوات.. مشلكتي في زوجي.. فأنا متدينة والحمد لله لكني أقسم بالله الذي لا إله إلا هو لست منغلقة أبدا.. لا أشاهد إلا البرامج الهادفة على التلفاز.. قاطعت الأغاني وأحب سماع القرآن بدلها.. أغض الطرف قدر المستطاع.. أقوم بواجباتي الزوجية على أكمل صورة.. أهتم ببيتي وأحفظه في غياب زوجي.. الحمد لله أشعر أني لست مقصرة في واجباتي و زوجي يوافقني الرأي.. مشلكتي هي احتقاره لدرجة تديني مع أني والله العظيم لست "معقدة" كما يحلو له أن ينعتني.. يتهمني بالإسراف في أخذ أمور الدين.. يقول إن من حقه كإنسان أن يعيش بحرية و ذلك بأن يشاهد ما يحلو له كالأغاني لأنها لا حرج فيها.. و مشاهدة القنوات الإباحية لأنها ليست زنا ما دام يشاهدها في بيته و بمفرده.. صدقني أنا أعيش معه في بحر من التجريح والحط من قيمتي باعتباري متدينة بدل أن يحمد الله على ذلك.. أدعو الله له بالهداية و نصحته كثيرا فلم أفلح.. مرة ينعتني بابتداع ما أقول عن الدين وأنه لا يمت للدين بصلة و يضرب لي مثلا بعامة الناس في عصرنا عصر الضلال بأنهم يعيشون حياة الحرية لا الانغلاق في إطار الدين؟؟؟؟.. و مرة يلعن اليوم الذي ولد فيه و ارتبط بي.. و مرة يقول إنه يفضل أن يفارقني لولا طفلتنا.. أكد وأبحث في الكتب و في مواقع الإنترنت عن كل ما له علاقة بالنقاط التي أناقشه فيها وآتيه بالأدلة من الكتاب والسنة فلا يزيده ذلك إلا إصرار أ وعنادا و تمسكا برأيه المخالف للدين و ينهي الكلام بالقول إنه هكذا فلأقبل به أو أنتحر وإني لا ولن أستطيع تغييره وأنه يعرف أكثر مما أعرف قبل أن أولد.. لكن أين هو التطبيق؟ أرجوكم دلوني على الطريق الذي يمكنني أن أسلكه ليكون زوجي أكثر تدينا وحبا لله و رسوله الكريم.. للإشارة فهو طيب للغاية لكن طيبته هذه تتبخر في ثوان إن كان الأمر يخص الدين.. و سؤال آخر: هل أكون آثمة إن غضب علي أثناء مناقشاتنا وما أكثرها؟؟..
أكرر شكري لكم.. و آسفة جدا للإطالة.. أدام الله عزكم و نصر بكم الإسلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله الذي من عليك بالهداية والاستقامة ونسأله سبحانه وتعالى أن يمن بذلك على زوجك، ويجعل بيتكما مليئاً بالطاعة والسعادة ويرزقكما الذرية الطيبة، والذي ننصحك به هو:

1-مواصلة الدعاء والنصح بالرفق والحكمة لزوجك.

2-الاستعانة على هدايته بالصالحين من أهل البلد بطريقة مناسبة.

3-جلب الأشرطة والكتيبات والمقالات التي تعالج الأشياء المحرمة التي يقع فيها.

4-تذكيره بعقوبة الله للعاصين في الدنيا والآخرة، وجلب بعض القصص التي فيها بيان سعادة التائبين، وإهلاك المصرين على الحرام.

5-طاعته في المعروف وإظهار الحب له والشفقة عليه.

وأما غضبه عليك عند نصحه ومناقشته في بعض الأمور فلا إثم عليك بذلك، لأنه أثر أمر بمعروف ونهي عن منكر أنت مأمورة بهما من الله جل وعلا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني