الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضابط الرفق بالوالدين وكيفية تحقيقه

السؤال

ما هو ضابط الرفق مع الوالدين؟ أي كيف أعرف هل حققت الرفق الواجب عليَّ معهما أم لا؟
وهل يجب علي أن أظل مبتسمة طوال الوقت في وجههما عندما يكونان معي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا المعنى الذي سألت عنه قد أشار إليه القرآن بأصدق وأوجز العبارات في قول الله سبحانه: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ {الإسراء:24}، وقد فسرها الطبري بكلمة جامعة أيضا حيث قال في تفسيره: يقول تعالى ذكره: وكن لهما ذليلا، رحمة منك بهما، تطيعهما فيما أمراك به مما لم يكن لله معصية، ولا تخالفهما فيما أحَبَّا.... انتهى.

والقدر الواجب من ذلك، هو طاعتهما في كل ما يأمران به، مما فيه مصلحة لهما، ولا ضرر يترتب على الولد عند القيام به، مع الحذر من كل ما يمكن أن يلحقهما منه أيّ أذى، ولو بعبوس الوجه، وإظهار الضجر بالقول، أو الفعل؛ لأن هذه التصرفات موجبة للعقوق. وراجعي الفتوى: 76303، والفتوى: 299953.

وأما الانبساط والتبسم في وجهيهما، وإدخال السرور عليهما، فإنه يدخل في المعنى العام للبر، وهو معنى واسع يشمل الإحسان إليهما، والحرص على نفعهما، وكَفِّ الأذى عنهما.

قال السفاريني في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب نقلا عن ابن أبي جمرة أنه قال: وَالْمَعْنَى الْجَامِعُ: إيصَالُ مَا أَمْكَنَ مِنْ الْخَيْرِ، وَدَفْعُ مَا أَمْكَنَ مِنْ الشَّرِّ، بِحَسَبِ الطَّاقَةِ. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني