الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في الدعاء بـ: اللهم إنك لم تنسني فاجعلني لا أنساك

السؤال

هناك رواية لصحابي يدعى: حديرا، دعا بدعاء: "اللهم إنك لم تنس حديرا، فاجعل حديرا لا ينساك"
هل يجوز أن أدعو نفس الدعاء، ولكن باسمي فأقول: اللهم إنك لم تنس محمدا، فاجعل محمدا لا ينساك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الدعاء المنسوب لـ: "حُدير" قد ورد في حديث ضعَّفه بعض أهل العلم.

قال العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين: لم أجد له أصلاً إلاَّ في حديث ضعيف من حديث ابن عمر. رواه ابن منده في الصحابة، ولم يسق فيه هذه اللفظة التي أوردها المصنف، وسمى الرجل حديراً ... اهـ.

لكن لا مانع من الدعاء بصيغة: اللهم إنك لم تنس محمدا، فاجعل محمدا لا ينساك. فإن هذا الدعاء لا يشتمل في معناه، ولا لفظه على أمر محظور، فإن الله -تعالى- لا ينسى شيئا من مخلوقاته، والعبد مطالب بأن يذكر الله -تعالى- دائما، ولا ينساه. قال الله تعالى: وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا {مريم:64}.

كما أن ذكر الله -تعالى- وعدم الغفلة مطلب شرعي؛ ففي حديث معاذ -رضي الله عنه-: اللهم أَعِنِّي على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك. رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم.

ولو اقتصر المرء على الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه، وسلم لوجد فيها كفاية وغناء. وانظر الفتوى: 52405

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني