الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التائب من الذنب كمن لا ذنب له

السؤال

كنت أمارس الزنا لعدة سنوات، والآن منذ سنتين تبت إلى الله، وأخذت عهدًا على نفسي أنني لن أرجع له ثانية، والتزمت، وقمت بإعفاء اللحية، وتركت ذنوبا كثيرة -طمعًا في رحمة الله- مثل: الأغاني والأفلام، وأصلي جميع الصلوات في وقتها -على قدر المستطاع-، وأصبحت جيدًا إلى حد ما.
فهل توبتي هذه -وأنني عاهدت الله على أنني لن أرجع لهذا الذنب- مقبولة، وسيغفر لي؛ لأنني كل ما تذكرت ذلك ندمت جدًّا، والبنت التي كنت أعمل معها ذلك كنت سببًا في التزامها على قدر الاستطاعة، وأنا مرعوب من فكرة أن الذنب سيكون مُعَلَّقًا في رقبتي إلى يوم القيامة؟ وما هو حكمي الآن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فإذا تبت توبة صادقة نصوحًا، فإن الله تعالى يتوب عليك، ويزول عنك أثر هذا الذنب تماما، وتعود كمن لم يذنب.

لكن عليك أن تقطع علاقتك مع هذه الفتاة تمامًا، وأن تسد جميع الوسائل المفضية إلى معاودة مثل هذا الذنب.

وعليك أن تلتزم بصلواتك الخمس، فلا تفرط في شيء منها، فإن تضييع الصلاة الواحدة من أكبر الآثام، وأعظم الذنوب.

وخذ بأسباب الاستقامة، والثبات على التوبة من لزوم الذكر، والدعاء، وصحبة الصالحين، وإكثار الفكرة في الآخرة، واستحضار مراقبة الله لك بكل حال، والله يَمُنَّ علينا وعليك بالتوبة النصوح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني