الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجها لا يصلي ولا يؤمن على أولاده ويميل إلى النصرانية

السؤال

أنا فتاه أبلغ من العمر 27 عاما تزوجت منذ حوالي 6 سنوات ترددت كثيرا لكتابه هذه الرسالة ولكني لم أجد بدا من مراسلتكم لأني خجلت مرارا أاقص قصتي على أي شخص يعرفني أو حتى لا يعرفني وفى الأخير استقر بي الحال لمراسلتك فقد بدأت حياتي مع زوجي ذي المكانة المرموقة في المجتمع وتم الزفاف بعد حوالي شهر واحد فقط من الخطبة حتى في ذلك الشهر لم أتعامل معه إلا قليلا و قد تم الاختيار على أساس الشخص الذي اختارة لي والدي ووافقت عليه لمجرد بعض الأشياء التي لا تمت للدين بصلة حيث إني لم أكن أفكر في الدين مثل الآن وبعد الدخول اكتشفت أني أتعامل مع شخص غريب جدا لا يوجد بيني و بينه أي نوع من أنواع التفاهم لم أحس معه بالأمان للحظة واحدة فكنت دائما خائفة منه وبدأت المشاكل لا أكون مبالغة في القول من أول اليوم العاشر في زواجي وكانت مشاكل كبيرة وهو يتعامل معي بوحشية وتعبت نفسيا جدا في هذه المرحلة حتى أني تعبت في أول حمل لي ونزل الطفل قبل موعده المعتاد ومات ثم نصحني الطبيب بعدم الإنجاب الآن حتى تتحسن حالتي الصحية ولكنه لمعرفته في أني لا أود العيش معه قرر الحمل وحسب لي ما هي الفترة المناسبة لحملي و قد فعل ونجح في ذلك وجعلني أحمل وأنجبت أول طفلة لي والحمد لله ثم نصحني الطبيب مرة أخرى بعدم الحمل ولكنه ضرب بذلك عرض الحائط حسب أيضاً الوقت المناسب لحصول الحمل وحصل الحمل للمرة الثانية وكل هذا وحياتنا مع بعض جحيما في جحيم فقد طردني مرارا بعد منتصف الليل مع العلم بأني إنسانة يشهد لي الناس بالطيبة وعدم العنف والرضا بما قسمه الله لي ولكني قد فاض بي ولا أجد حلا وعندي الآن بنت في عمر الثالثة و ابن عنده عام ونصف ومما زاد غضبي منه أني وجدته يفعل أشياء تجعلني أشك بأنه يقوم ببعض الأشياء الشاذة مع بنته والعياذ بالله حتى أني لم آمن بعدها في أن أتركها معه لوحدها وهو لا يغار على أحد من أهله ولم أره مرة واحدة يصلي فلو وجد أمه يفعل معها الفاحشة فلا يهتز له ساكن فهو إنسان لا يصلح لأن يكون زوجا أحتمي به وأستند إليه في ضعفي ولي الآن حوالي 6 سنين في هذه المشكلة فجميع من حولي لا يفضلون قرار الانفصال مع العلم بأننا شبه منفصلين تماما من فترة فأنا الآن أعيش في بيت أهلي وعلمت أنه تعرف على سكرتيرته في العمل النصرانية ووطد علاقته بها وأصبحت تكلمه عن دينها وهو يتجاوب و يتكلم عن النصرانيه بشكل غريب قد حاولت نصحه مرارا و تكرارا بفمي وبالكتب وبالأشرطة لكن دون جدوى فقد فشلت كل المحاولات للتفاهم منذ أكثر من 3 سنوات و لا آمن عليه ولا أنا و لا آمن عليه أولادي للعيش معه وفي المرة الأخيرة خيرني إما أن نستمر متزوجين هكذا لكن دون أي ارتباط يعني اسما فقط أو أن أنفصل عنه وآخد الأولاد معي مع شرط أني لو تزوجت سيأخذ مني أولادي وهذا ما أبكي دما عليه فأنا لا أعلم ما يخبيء لي القدر ولا أستطيع البعد عن أولادي ولا آمن عليهم معه مع العلم أنه قد صورني صورا في أوضاع زوجية وكنت بجهلي أظن أن هذا من باب إرضائه ووافقت على هذا في أول زواجنا لأنه كان طلبه ولا أدري حتى الآن كيف وافقت على هذا و قد هددني فى المرة الأخيرة عندما خيرني الاختيارات كلها وقال لي أني لو فعلت أي شيء يضايقه بعد انفصالنا سيقوم بفضحي و نشر هذه الصور و طبعا لا أحد يعلم شيئا عن هذا الموضوع ولا يعلمون أيضا موضوع ابنته ولا يعلمون أيضا موضوع انه جائز أن يكون تنصر لأنه لا يستطيع أن يعلن ذلك في بلدنا حتى لا يصيبه ضرر وأنا تائهة فقد رفض مرارا أني أتحجب ومع ذلك تحجبت ولله الحمد وأنا الآن في طريقي في الالتزام و هذا لا يعجبه طبعا فهو لا يعلم أي شيء عن ذلك مع العلم أني طرقت معه كل السبل الممكنة وغير الممكنة التي لا يتحملها أحد فهو إنسان لا يعاشر ولا أستطيع أن آمن معه ولا أن آمنه على أولادي أرجوكم أن تنصحوني نصيحه أب لابنته فأنا تائهة فعلا وأحس بمرارة وألم شديد وأتجرع كأس الموت في اليوم مرات و مرات أريد أحدا يحس و يقر ما أنا فيه من العناء فما كتبته هذا و الله و الله يسير من عظيم لا أستطيع أن أكتبه من خجلي فأنا أرفع سماعة الهاتف في اليوم مرارا لأتصل بأحد مشايخ بلادنا و لكني لا أقدر أرجوكم انصحوني أنقذوني من هذا العذاب و جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حالك وأن يسهل أمرك وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير.

وإذا كان الأمر كما ذكرت من أن هذا الشخص لا يصلي ولا تأمنينه على أولادك، وعنده ميول إلى النصرانية، وليس عنده غيرة... إلخ ما ذكرت، فإننا ننصحك بمفارقته بأي وسيلة، وسيخلف الله عليك من هو خير منه، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله من هو خيراً منه.

أما عن الأولاد فأنت أحق بحضانتهم ما لم تتزوجي، فإذا تزوجت فإن الحضانة تنتقل إلى أمكِ لا إلى هذا الشخص، فإذا بلغوا سن التمييز فإن الأولاد يخيرون بين أبيهم وأمهم إلا إذا كان هناك مانع من التخيير ككون الأب فاسقاً لا أمان عنده على الأولاد كما هو الحال في مسالتنا بحسب ما ذكرت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني