الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر ابن عباس: الشمس بمنزلة الساقية..مُعَلَّل

السؤال

ما مدى صحة الأثر المروي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: الشمس بمنزلة الساقية، تجري بالنهار في السماء في فلكها. فإذا غربت جرت باليل في فلكها تحت الأرض، حتى تطلع من مشرقها، وكذلك القمر؟ وهل رواة هذا الأثر من الثقات؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قال أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب العظمة: حدثنا الوليد، حدثنا أبو حاتم، حدثنا أبو صالح، حدثني يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: الشمس ‌بمنزلة ‌الساقية تجري بالنهار في السماء في فلكها، فإذا غربت جرت الليل في فلكها تحت الأرض حتى تطلع من مشرقها، قال: وكذلك القمر.

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: قال ابن أبي الحاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو صالح ... - فذكره بإسناده ومتنه - ثم قال ابن كثير: إسناده صحيح. اهـ.

ورجاله كلهم موثقون، وفي بعضهم خلاف، وأضعفهم: أبو صالح، وهو عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث.

قال الذهبي في الكاشف: فيه لين، صاحب حديث، قال أبو زرعة: حسن الحديث، لم يكن ممن يكذب. وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث له أغاليط، وكذَّبه جزرة. اهـ.

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق، كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. اهـ.

وقال محقق كتاب العظمة: رضاء الله المباركفوري: رجال إسناد المؤلف ثقات، إلا أن أبا صالح -كاتب الليث- كثير الغلط، وكانت فيه غفلة. اهـ.

ويحيى بن أيوب الغافقي مختلف فيه، وقد روى له الشيخان -البخاري، ومسلم-.

وقال الذهبي في الكاشف: أحد العلماء، صالح الحديث، قال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال النسائي: ليس بالقوي. اهـ.

وقال ابن حجر في التقريب: صدوق، ربما أخطأ. اهـ.

ومن عِلَل إسناده: عنعنة ابن جريج؛ وهو عبد الملك، بن عبد العزيز، بن جريج المكي، ثقة، من رجال الشيخين، ولكن: كان يدلس، ويرسل. كما في التقريب.

وذكره ابن حجر في طبقات المدلسين في الطبقة الثالثة -وهم: من أكثر من التدليس- فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقا، ومنهم من قبلهم.

فقال: وصفه النسائي، وغيره بالتدليس، قال الدارقطني: شر التدليس تدليس ابن جريج، فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني