الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منع الوالد بالقوة من عمله خوفا عليه ولضعف إمكاناته

السؤال

أبي عمره حوالي 67 سنة، وهو الآن سائق شاحنة، ويرى بعين واحدة فقط، عينه الأخرى لا يرى بها، طبعا الشاحنة ملكنا. أنا ابنه، وقد حصلت على رخصة السياقة، وأردت أن أسوق مكانه، لكنه لم يقبل، ويعاند.
حالتنا المادية صعبة، وإخوتي غير متزوجين، وسنهم تجاوز الثلاثين، وهو يعمل ببطء، خاصة أنه يملك عينا واحدة صحيحة. وأنا أريد العمل مكانه لتحسين أوضاع المنزل؛ لأني لا زلت شابا، وأستطيع التحمل أكثر منه، ودخلي سيكون أعلى.
فهل أمواله حلال بما أنه يسوق بعين واحدة فقط؟ لأن عينا واحدة ليست كاثنتين، خاصة أنني موجود، وهو لا يعمل مضطرا، فبإمكانه التوقف.
فهل أمواله حلال أو حرام؟
الشاحنة مسجلة باسم أمي، فلو نزعناها منه بالقوة خوفا عليه من حدوث حادث، أو شيء من هذا القبيل، ومن أجل استفادتنا، لعلنا نحسن أوضاع المنزل؛ لأن حالتنا مزرية. فهل يعتبر ذلك عقوقا للوالدين، وأمرا منكرا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دام أبوك يستعمل الشاحنة في أغراض مباحة؛ فكسبه منها حلال؛ ولا يحرم عليه الكسب لكونه يرى بعين واحدة.

لكن إن كانت القوانين في البلد تمنعه من السياقة بسبب فقده الرؤية بإحدى عينيه؛ فلا يجوز له مخالفة هذه القوانين، والواجب عليه ترك السياقة. وراجع الفتوى: 128884.

وإذا كانت السيارة ملكًا له؛ فليس لكم منعه من سياقتها، والانتفاع بها، ولو كانت مسجلة في الأوراق الرسمية باسم أمك.

أمّا إذا كانت السيارة ملكًا لأمّك حقيقة؛ فلها منعه من سياقتها، ولها التصرف فيها، وتمكينك من سياقتها.

وعلى كل حال؛ فالواجب برّ الوالد، والإحسان إليه، ومعاملته بلطف وأدب؛ فإنّ حق الوالد على ولده عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني