الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سفر البنت بالرغم من رفض أمها يُعَدُّ عقوقًا؟

السؤال

أنا أم لشابين يدرسان في الجامعة، وأنا مطلقة، وقد تكفَّلت بهما منذ طفولتهما. والآن أصبحت الحياة في غلاء لا طاقة لي به. أود السفر للخارج للعمل، وأمي تمنعني. مع العلم أن عمري 48 سنة. فهل لو سافرت أكون عاقة لها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان في سفرك تضييع لأمّك لكونها بحاجة إلى بقائك معها؛ فلا يجوز لك تركها. وإذا منعتك من السفر في هذه الحال، فلا يجوز لك مخالفتها، وإلا كنت عاقَّة لها.

أمّا إذا لم يكن في سفرك تضييع لأمك، وكنت بحاجة لهذا السفر؛ فلا تكونين عاقَّة لأمك بسفرك، ولا تأثمين به إذا كان السفر في ذاته جائزا شرعا.

وقد نص أهل العلم على جواز سفر الولد بدون إذن والديه لطلب الرزق الذي يحتاجه.

وراجعي الفتاوى: 60672 ، 66666 ، 112766.

ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى: 456127.

ونصيحتنا لك على كل حال أن تطيعي أمّك، وتبقي معها؛ فبرّك بأمّك، وقُربك منها، وإحسانك إليها؛ من أحبّ الأعمال إلى الله، وأعجلها ثوابًا، وأرجاها بركة في الرزق والعمر.

ففي الأدب المفرد للبخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: إِنِّي لَا أَعْلَمُ عَمَلًا أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ بِرِّ الْوَالِدَةِ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني