الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العذاب يوم القيامة يكون بالدرجة والكيفية التي أرادها الله

السؤال

كيف تكون هذه المعاداة للذين يعملون السيئة مثلها ؟وكيف يكون عذاب نار جهنم أضعافا مضاعفة ولم ير مثله أحد في الدنيا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن حساب الحسنات والسيئات أمر إلهي وليس يعرف منه إلا أن الإنسان لا يظلم فيه شيئا، والله تعالى يضاعف له الثواب في فعل الطاعات تفضلا منه، ويجزيه بالسيئة سيئة عدلا منه تعالى.

ومعنى هذا أن من فعل الحسنة فإن له أضعافها عند وزن الأعمال عشرة أمثال إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثرة، وأما الذي يفعل السيئة فإنما توضع له عند الحساب سيئة واحدة، وهكذا فإذا رجحت حسناته كان مثابا مكرما عند الله، مستحقا لما أعده الله له من النعيم في دار الخلود، وذلك إنما هو تفضل من الله فقط، لأن الله تعالى ليس له أي انتفاع بما جاء به الإنسان من الطاعات، وإن رجحت سيئاته كان مستحقا للعذاب الذي أعده الله للعصاة من خلقه والمماثلة بين السيئة التي ارتكبها العبد والتي عند الجزاء هو من باب العد والقياس لا من باب العقاب والعذاب. والعقاب والعذاب إنما يكونان بالدرجة والكيفية التي أرادها الله واعتبرها مناسبة لدرجة عصيان العبد.

قال تعالى: [إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] (الطور: 16).

وقال: [فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] (يّـس:54)

وقال: [هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] (النمل: 90).

واعلمي أن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا إلا من باب التقريب للأذهان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني