السؤال
أنا شاب عمري 28 عاماً، انقطعت الصلة بيني وبين إخوة لي من الأم ما يزيد عن سنة ونصف، الأولى أخت من الأم غيرت رقم هاتفها فانقطع الاتصال منذ ذلك الحين، والله لكن إن كانت تريد الوصال لكلمتنا لأن عندها رقم هاتف أمي، الثاني أخ من أم كنت أود الذهاب عنده في العطلة فاعتذر لي بدعوى أنه سيأتيه ضيوف، وقال لي لكن ممكن أن تكلمني وأرى أن كنت أقدر فعل شيء، صدمت بهذا القول خصوصاً أني كنت قد اشتريت التذاكر لي ولزوجتي، المشكلة أنه بدل محل إقامته ولا أعرف له طريقاً، والله يشهد أني لا أعرف لهم طريقاً، أفتوني هل علي من وزر، هل يمكنني عمل شيء؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صلة الرحم واجبة وقطعها محرم، ويدل لذلك قوله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ [محمد:22]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم. رواه البخاري.
واعلم أن صلة الرحم درجات وأدناها ترك الهجران، والصلة بالكلام والسلام، فعليك بالاتصال بأخيك هاتفياً إن لم يكن الوقت مناسبا لزيارته، واحرص على معرفة عنوان أختك لعل الله ييسر اتصالك بها، واعلم أن احتمال الجفاء من الإخوان والصبر عليهم ومقابلة هجرهم بالصلة وإساءتهم بالإحسان أمور ضرورية، فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل فقال: يا رسول الله أن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكإنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك. رواه مسلم.
وإن لم يتيسر لك الاتصال بهم فلا حرج عليك لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
والله أعلم.