السؤال
ما معنى الليالي ذوات العدد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان مقصود السائل الاستفسار عن ما ورد في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء.. الحديث.
فالليالي ذوات العدد هي المدد التي كان يقضيها النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء ثم يرجع إلى أهله، وأبهم العدد لاختلافه. قال ابن حجر في فتح الباري: الليالي ذوات العدد قال الكرماني: يحتمل الكثرة، إذ الكثير يحتاج إلى العدد وهو المناسب للمقام، قلت: أما كونه المناسب فمسلم، وأما الأول فلا لأن عادتهم جرت في الكثير أن يوزن، وفي القليل أن يعد، وقد جزم الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة بأن المراد به الكثرة، لأن العدد على قسمين، فإذا أطلق أريد به مجموع القلة والكثرة، فكأنها قالت: ليالي كثيرة، أي مجموع قسمي العدد. اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني