الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الوالدين إذا أمرا بعبادة مسنونة

السؤال

هل تجب طاعة الوالدين إذا أمرا بأمر مستحب، فمثلاً: لو أمرا بصيام الإثنين، والخميس، أو أمرا بصلاة الضحى، والوتر، أو غيرها من المستحبات؟ أتمنى الإجابة بالأدلة والترجيح.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن حقّ الوالدين على الولد طاعتهما في المعروف، فإذا أمرا الولد بشيء ليس فيه معصية لله، ولا ضرر على الولد فيه، ولهما فيه نفع؛ فالواجب على الولد طاعتهما.

قال ابن تيمية -رحمه الله-: وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ.... وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا، وَلَا ضَرَرَ، فَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَضُرَّهُ، وَجَبَ، وَإِلَّا فَلَا. انتهى من الفتاوى الكبرى.

وانظري حدود طاعة الوالدين في الفتوى: 76303

فإذا أمر الوالدان الولد بعبادة مستحبة: كالمحافظة على صلاة النافلة، أو صوم التطوع، ونحو ذلك من العبادات المحضة؛ فلا يظهر لنا وجوب طاعتهما في ذلك؛ لكن يتأكد الاستحباب في حق الولد بسبب أمر الوالدين، قال القرطبي -رحمه الله- في تفسيره: وقد ذهب بعض الناس إلى أن أمرهما بالمباح يصيره في حق الولد مندوبا إليه، وأمرهما بالمندوب يزيده تأكيدا في ندبيته. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني