الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحباب إحسان الظن بالزوجة التي أخطأت وتابت

السؤال

هل خيانة الزوجة واعترافها بالحب لشخص آخر نتيجة أخطاء لا تغتفر للزوج، وبعد اكتشتاف الزوج الخيانة منها ندمت وقالت هو إنكار للذات، ومحاولة هروب، وإنها لا تعني فعلا أنها تحب هذا الرجل، وإنما تحب زوجها، وهناك فعلا أفعال تؤكد حبها، فهل يمكن أن تعترف بالحب لهذا الشخص ويكون غير حقيقي، لأنني سامحتها، ولكن تذكر هذا يجعلني أحزن... وأحس أنها تكذب، وستكذب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننوه إلى أن التعبير عن الوقوع في العلاقات المحرمة بالخيانة بين الزوجين، قد يفهم منه أن هذه المحرمات إنما تستبشع من حيث كونها خيانة للزوج، أو الزوجة، لا من حيث كونها معصية لله، واجتراء على حدوده، وهذا فهم مخالف للشرع، كما أنّ خطأ الزوج، أو إساءته مهما بلغت؛ لا تسوّغ للزوجة العلاقات المحرمة، فإما أن تصبر الزوجة، وتعاشر زوجها بالمعروف، وتحفظه في نفسها، وإمّا أن تفارقه بطلاق، أو خلع إن كانت لا تقدر على الصبر عليه.

وإذا وقعت الزوجة في شيء من هذه العلاقات المحرمة، ثمّ تابت توبة صادقة، ولم تظهر منها ريبة؛ فلا حرج على الزوج في إمساكها، وإحسان الظن بها؛ فالتوبة تمحو ما قبلها.

وعلى الزوج أن يحافظ على زوجته، ويسد عليها أبواب الفتنة، ويحول بينها وبين أسباب الفساد، فيمنعها من كل سبيل إلى الاختلاط المريب بالرجال، ويتعاون معها على تحصيل تقوى الله، والتقرب إليه، وراجع الفتوى: 427672.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني