الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك العبادة بزعم أنها لا تنفع من وسوسة الشيطان

السؤال

أشعر بضياع شديد ما بين العبادات والدراسة الدنيوية، وأحافظ على الفروض الخمسة جماعة -ولله الحمد-، والنوافل والصيام وقيام الليل، ومع ذلك كله أنا أشعر بإحباط، وهذه العبادات لا تؤثر علي. فهل هذا من الشيطان؟ بل كنت أحفظ القرآن وتوقفت، وحسبي الله ونعم الوكيل.
أنا أشعر بالذنب، ولا أحب هذا الذي أنا عليه، ولا أريد أن أكون هذا الشخص الذي لا يحبه الله.
أشعر أن عبادتي لا تنفعني ولا تزيدني نفعًا، لا أقصد أن العبادة هي المشكلة، بل أني لا أنتفع بها، حتى فكرت أن أترك قيام الليل، بحجة أني لا أتحسن، ولا أعلم ما خطبي!!
جزاكم الله خيرًا، وأرجو مساعدتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإياك وترك العبادة بزعم أنها لا تنفعك، فهذا من تسويل الشيطان ومكره، فإن العبادة نافعة لك ولا شك، وفيها من صلاح قلبك وصلاح شأنك وانتظام أمر دنياك وآخرتك الشيء العظيم، فعليك أن تستمر في طاعتك لربك، وأن تزيد من تلك النوافل بحسب الطاقة، وعليك أن تخلص في جميع عباداتك، وتؤدي الصلاة بخشوع وحضور تام؛ فإن ذلك من أعظم ما يتأثر به القلب رقة وصلاحًا. واجتهد في الدعاء أن يذيقك الله لذة العبادة وحلاوة المناجاة والأنس به سبحانه، واعلم أن ذلك لا ينال إلا بالمجاهدة والمصابرة، كما بيناه في الفتوى: 139680

واصحب أهل الخير، والزم مجالس العلم وحلق الذكر، ففي ذلك الخير الكثير، وتعوذ بالله من الشيطان ومكره وكيده ووسوسته؛ فإنه هو الذي يوهمك بكثير مما تذكر ليصدك عن الخير، ومع هذا فلا تقصر في أمر دراستك الدنيوية، بل اجتهد فيها ما وسعك، واستحضر في ذلك النيات الصالحة، كنية نفع المسلمين مستقبلًا، ونية بر والديك بتفوقك، ونية أن تكون قدوة صالحة لمريدي الاستقامة على الشرع، والله يوفقك لأرشد أمرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني