الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تريد أن تأخذ بيد زوجها لينجوا من النار جميعا

السؤال

هام..أرجو العناية والرد عليه
أولاً أود أن أشكر البرنامج على هذا الجهد البناء لمساعدة المسلمين للقيام بواجباتهم على أكمل وجه.
ثانياً أود أن أستشيركم في أمر هام قد تمر به أي زوجة أخرى. أنا زوجة منذ حوالي سنة , تعرفت على زوجي من خلال الجامعة و كان مستوانا الديني تقريباُ واحدا, كان مجرد أداء الفروض يكفينا والآن وبعد مرور عام على زواجنا بدأت أقرأ في الدين أكثر وأتعرف على أمور الدين بجدية فأنا الآن أصلي الفروض والنوافل جميعها, أصوم رمضان وكذلك الصيام التطوعي, أقرأ القرآن وأحفظ منه الكثير والمشكلة الآن أن زوجى بدأ يبعد عني رويدا رويدا , فهومستواه الديني عادي جداً, يصلي الفرائض و لكن بالعافية, يصوم رمضان فقط ويستمع إلى قنوات الأغاني الأجنبية طوال الوقت, كذلك يستخدم الألفاظ البذيئة التي تهرب منها الملائكة من البيت.حاولت معه مرارا و تكرارا ليقوى صلته بالله ودعوت له كثيرا في الحج والعمرة وفي قيام الليل و لكن لا فائدة و يتهمني أني أصبحت معقدة الأمور أكثر من اللازم, فأنا أخشى عليه من عذاب النار ولا أستطيع أن أحتمل أن أجده يتعذب يوم الحساب.
أرجو إفادتى هل من شيء أستطيع أن أفعله من أجله غير ذلك ؟؟؟ و كذلك أخشى على نفسي من الانزلاق من الدرجة الإيمانية التي وصلت لها لعدم وجود تشجيع قوي من جانبه.فماذا أفعل للاحتفاظ بإيماني في ظل هذه الظروف؟
و جزاكم الله عنا كل خير....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا وأكثر من أمثالك وأقر عينك بصلاح زوجك آمين.

ثم اعلمي أن في زوجك بقية خير وإن كان مقترفا لبعض الذنوب، فعليك أن تعالجي أمره بالحكمة والمداومة على إرشاده ونصيحته أخذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.

وليكن ذلك بأسلوب هين لين، لأنه أبلغ في المقصود، خاصة إذا كان مع من له الحق في ذلك كالزوج على زوجته.

وننصحك بتنويع أسلوب النصيحة، فتكون مرة عندما ترين أن الوقت مناسب كموت من يتأثر بموته مثلا أو حدوث أمر يكسر قلبه ويلينه، وتنبهيه أن الإنسان معرض لهذه المحن ولا يدري متى يأتيه الأجل، فإن جاء وكان مستقيما على طاعة الله نال الفوز في الدنيا والسعادة في الآخرة، وإن جاء الأجل وهو مصر على المعاصي كان على خطر عظيم لتجرئه على الذنوب، ولا بأس بالاستعانة على ذلك بالأشرطة الوعظية والكتيبات التي فيها حكم لتلك المخالفات التي يقترفها ورغبيه في أعمال الخير، وذلك بذكر الأجور المترتبة على فاعلها، ومن ذلك دعوته إلى القيام بعمرة وصلاة نوافل الصلاة و الصوم ونحو ذلك.

وأما أنت، فعليك بالالتزام بالدين والعمل على كل ما يقويه ويزيده، ومن ذلك مواصلة طلب العلم الشرعي، لأنه سبيل للخير، وباعث على خشية المولى سبحانه، كما قال سبحانه: [إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ] (فاطر: 28) ثم اختيار الرفيقات الصالحات والحذر من مطاوعة الزوج في أمر يخالف الشرع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني