الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تسبب في قتل نقسه فله عند الله أشد الوعيد

السؤال

نظرا لبعض الأحداث التي قدرها الله علي أصبحت غير قادر على العمل وأعيش الآن عالة على قرابة لي فقراء لا يجدون ما يكفيهم و لي أخ يرسل لي بعض المال و لكن أسمع منه مر الكلام.
سؤالي هو هل آثم اذا توقفت عن تناول الطعام فأريح قرابتي وأريح نفسي من ذل السؤال
علما بأني أيضا فقدت أولادي فلم يعد هناك من يحتاجني

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالشارع الحكيم قد أمر بالمحافظة على الصحة، وأباح الطيبات من الرزق ليحافظ بها العباد على توازن البدن وليتقووا على طاعة الله وعبادته، وتوعد من تسبب في قتل نفسه أشد الوعيد.

قال الله تعالى: [وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا] (النساء: 29-30) .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جنهم يتردى فيها خالدا مخلدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا. الحديث ومن الواضح أن قتل النفس بأية وسيلة أخرى يستحق صاحبه نفس الجزاء، وعليه، فلا يجوز للمسلم أن يتوقف عن تناول الطعام مهما كان الدافع لذلك، وفاعل ذلك لا يريح نفسه وإنما يكبدها عذابا عظيما، وربما دام بها أمادا مديدة، كما يدل لذلك ظاهر الحديث المتقدم.

فعليك أيها الأخ الكريم أن تتقي الله في نفسك ولا تفكر في مثل ما فكرت فيه، بل الحل الأمثل أن تبحث عن وسيلة للتكسب تناسب حالتك وترضى بما قضاه الله عليك إلى أن يتوفاك الله في ظروف طيبيعية لست جالبا على نفسك فيها من الآثام ما سوف تندم عليه أشد الندم أو ييسر الله جل وعلا أمرك ويبدل حالك وهو على كل شيء قدير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني