الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلول لقضايا المرأة في التعليم الجامعي المعاصر

السؤال

(تضيع الدراسة ولا تضيع الصلاة) التزمت منذ فترة ليست ببعيدة ولا أزكي نفسي على الله بدأت تواجهني مشكلة وهي أن نظام الدراسة ليس إسلامياً حيث لا تخصص أوقات للصلاة فالمحاضرات والامتحانات أولى من الصلاة والأدهى من هذا لا توجد أماكن مخصصة للفتيات للصلاة ولا للوضوء أصلاً وقوبلت كل محاولاتي بالفشل والإهانة أحياناً يزداد ألمي وإحساسي بالنفاق مع كل أذان لا ألبيه بسبب الدراسة فقلت تضيع الدراسة ولا تضيع الصلاة وتركت الدراسة فظن الكثيرون ممن عرف بخبري أن كل من يلتزم لا بد أن يترك الدراسة والعمل ويجلس في البيت، بعد أشهر من التفكير قلت لنفسي لو تمكنت من الحصول على سيارة خاصة بي بدلاً من المواصلات العامة ومساوئها أتمكن من حل هذه المشكلة فأعود للبيت للصلاة وما يفوتني من الدراسة أتدبر أمري فيه بقيت مشكلة الاختلاط بالنسبة لي أنا لا أخالط أحدا من الزملاء ولا أتعامل معهم ولا حتى أبدؤهم بالتحية إلا إذا حياني أحدهم أرد بما يرضي الله فموضوع الاختلاط لم يكن يشكل مشكلة كبيرة فأنا كما ذكرت لا أخالط أحداً من الشباب فهل إذا عدت لدراستي بحل مشكلة الصلاة التي لا يمكن أن أتنازل عنها وبقاء مشكلة الاختلاط وعودتي هذه لأسباب كثيرة منها رغبتي وحبي الشديدين للدراسة ولمكافأة أبي وأمي وأهلي على تعبهم طوال هذه السنوات بنجاحي وتخرجي أيضاً لتصحيح المفهوم لدى من ظنوا بقراري هذا أن المتدين شخص معزول عن الدنيا والعلم، هل بعودتي أكون أخلفت وعدي وعهدي لله، أخشى أن يكون هذا نقضا للعهد بيني وبين ربي رغم زوال السبب (الذي دفعني لهذا القرار فماذا أفعل لأكون على الصراط المستقيم)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الإجابة على السؤال نريد بادئ ذي بدء أن نوضح بعض المفاهيم:

1- أن المرأة إذا التزمت وتركت الدراسة في المؤسسات الجامعية التي لا تصان فيها الكرامة، وقعدت في بيتها، فليس في ذلك من مذمة لها ولا للدين الذي أمرها به في قول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب:33]، بل يعتبر ذلك شرفا لها وعفة وطهراً ونقاء، ودليلاً على رجاحة عقلها.

2- أن الدراسة في الجامعات وغيرها من المؤسسات التعليمية تجوز للمرأة إذا التزمت وضبطت نفسها بضوابط الدين والشريعة الإسلاميين، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 5310.

3- أن امتلاك المرأة للسيارة وقيادتها لها لا حرج فيهما شرعاً، ولكن عليها أن تحتاط في التستر وتجنب ما يمكن أن يدعو إلى الفتنة حال القيادة، وراجعي فيه الفتوى رقم: 18186، والفتوى رقم: 2183.

وبناء على هذا؛ فإننا لا نرى مانعاً من عودتك إلى الدراسة، إذا كنت محتاجة إليها، بشرط أن لا تخلي بشيء من الواجبات الشرعية، وكنت تحافظين على أداء الصلوات في أوقاتها، وليس في عودتك هذه إخلاف لوعد الله وعهده، لأن ما ذكرته في السؤال لا يعدو قولك (تضيع الدراسة ولا تضيع الصلاة)، وهذا عهد كل مسلم وواجبه.

ثم اعلمي أن المرأة إذا سمعت النداء فليس عليها أن تلبيه بالحضور إلى محله، بل الأفضل لها أن تصلي في بيتها أو مكان عملها أو دراستها، ويمكنك أن تراجعي في ذلك الفتوى رقم: 10306.

فلا تتألمي -إذاً- ولا تتصوري من نفسك النفاق لأنك لم تلبي نداء المؤمنين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني