الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في مدرسة يطلب مديرها من المدرسين مساعدة الطلاب في الامتحان لئلا يرسبوا

السؤال

أنا معلِّمة، والحمد لله، طيلة فترة عملي لم أكن أسمح بالغش أبدًا، انتقلت منذ بضعة أشهر لمدرسة جديدة، وفوجئت بالمستوى التعليمي للطلبة، أنهم غير جيدين، وإدارة المدرسة على علم بذلك. وفوجئت -أيضًا- أن مدير المدرسة يطلب من المعلمات مساعدة الأولاد أثناء الامتحانات، حتى لا يرسبوا، معللًا ذلك بأنهم يساعدون جميع الطلاب، ولا يفضلون أحدًا على أحد، وهذا أمر منصف للجميع.
أنا غير مرتاحة بالمرَّة، ولكني بحاجة للمال، وقد قمت بالبحث عن مكان آخر، ولم أجد. فهل أنا آثمة على قبولي هذا الأمر، أم أن الأمر عادي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن مساعدة جميع الطلاب في الاختبارات حتى لا يرسبوا، ليس من الإنصاف في شيء، بل هو من الغش والخيانة للأمانة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: من غش فليس منا. رواه مسلم.

وفي مساعدتهم جميعًا إلغاء للحكمة التي من أجلها فُرضت الامتحانات على الطلاب، وهي معرفة مستواهم، فيتميز الطالب المتفوق عن غيره، ويتبين الناجح من الراسب.

وإذا عرفتِ أن ذلك من الغش المحرَّم، فلا يجوز لك طاعة المدير فيه، وينبغي أن يبيَّن له ذلك، ويمكنه أن يتفادى رسوب الطلاب، بأن يأمر المعلمين أن يساعدوا طلابهم بغير الغش، بل بتدريسهم، والمراجعة لهم، وتقويتهم، ويشرحوا لهم ما يصعب عليهم فهمه.

وأما عن قبولك العمل في هذه المدرسة؛ فلا حرج في ذلك، إذا كنت تؤدين عملك على الوجه المطلوب منك، ولم تشاركي في الغش الذي يدعو إليه هذا المدير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني