الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يضرب أمه حين تصرع لكي لا تؤذي الجيران

السؤال

أمي ملبوسة منذ 10 سنوات حتى الآن وأحياناً أعاملها بطريقة سيئة وأمد يدي عليها لكي لا تزعج الجيران، فماذا أفعل لكي أكفر عن هذه المعاملة السيئة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي لك أن تطلب العلاج لأمك بالرقية الشرعية عند أهل الفضل الذين يرقون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحذر من الذهاب إلى المشعوذين والعرافين والسحرة والكهنة ومن ليسوا مؤهلين للرقيا الشرعية، وأن تلتجأ إلى الله تعالى حتى يتم لها الشفاء بإذن الله تعالى.

أما ما تفعله من مد اليد إليها فإنه لا يجوز بوجه من الوجوه، صحيح أنك مطالب بالمحافظة عليها إذا وصلت إلى حالة لا تعقل معها، لكن ذلك ممكن بوسائل أخرى غير الضرب مثل أن تمسكها عن الخروج حتى لا تؤذي الناس، ولا تمد يدك إليها بضرب أو شبهه لما في ذلك من المبالغة في إيذائها ولا تتعلل بأذية الجيران فهي مرفوع عنها القلم فعليك أن تحاول بكل ما أتيت أن تتحمل حالتها التي هي فيها وتعلم أن هذا ابتلاء وعليك أن تصبر، وكيف تمد يدك إليها، وقد قال الله تعالى في شأن الوالدين في سورة الإسراء: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:23-24].

قال القرطبي: من البر بهما والإحسان إليهما ألا يتعرض لسبهما ولا يعقهما فإن ذلك من الكبائر بلا خلاف. انتهى.

ولا سيما الأم فإن لها ثلاثة أرباع البر بدليل الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أبوك.

فعليك أن ترفق بأمك كما كانت ترفق بك وأنت صغير تحتاج إلى من يقوم بأمورك كلها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني