السؤال
أنا أعيش بفرنسا وأعاني من مشكلة الحجاب لأنه ممنوع من المدارس، وأنا طالبة في السنة الأولى ثانوي عندي 16 عاماً، وسمعت في قناة اقرأ أنه حرام أن أنزع الخمار مهما كان السبب وقررت أن لا أرجع ثانية للمدرسة لكن والدي لم يرض بذلك ولكني مصرة وبقي لي 10 أيام لنهاية العام الدراسي، ولكنني لا أستطيع أن أتمم مع أن أبي ليس راضياً، سؤالي هو: هل أتمم دراستي مع العلم أني مجتهدة والحمد لله وأدرس على أمل أن أكون طبيبة وأداوي بعون الله المساكين في سبيل الرحمن وأفحص المتحجبات اللواتي يجدن حرجاً في الذهاب إلى الطبيب، وهل إذا توقفت هل هذا عقوق لوالدي، مع العلم بأنه غاضب مني، وهل أتوقف قبل أن تنتهي الـ 10 أيام، أم أتوقف العام المقبل إن شاء الله، مع العلم بأنني كنت أنوي أن أوزع لبعض اللواتي لا يعترفن بوجود الله، أشرطة تبرهن وجوده عز وجل في هذه الأيام، وأريد منكم نصيحة تعينني على التقرب إلى الله؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا أولاً نشكر السائلة لحرصها وثباتها على لبس الحجاب وعدم التساهل في ذلك، ولحرصها أيضاً على دعوة الآخرين لدين الله، ونسأل الله عز وجل أن يثبتها على الطاعة والاستقامة، وأما عن السؤال، فقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى بينا فيها أنه يحرم على المسلمة أن تخلع الحجاب لأجل الدراسة، وأن هذا أمر منكر لا يجوز، وانظري الفتوى رقم: 32096، والفتوى رقم: 34692 على الموقع.
كما يحرم عليك أن تطيعي والدك في خلع الحجاب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد في المسند.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف. رواه مسلم.
وعلى هذا الأب أن يتقي الله عز وجل وأن يحرص على لبس ابنته الحجاب، وأن يحمد الله سبحانه وتعالى أن ابنته محافظة على حجابها، وكم من أب يشتيكي من فساد بناته وتبرجهن، فليحمد الله على هذه النعمة بدل أن يكفرها.
واعلمي أختي السائلة أن الله وعد من اتقاه بأن يجعل له مخرجاً، قال الله عز وجل: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4].
وعليه؛ فإذا كان ذهابك للمدرسة يترتب عليه تبرجك وترك الحجاب فلا تذهبي ولو ليوم واحد.
والله أعلم.