الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حرمان العامل من أجره مدعاة لخصومة الله

السؤال

ما هو حكم المسئول الذي يحرم العامل من أجرة الإضافي وما هو حكم الذي يساوي بين الذي يعمل والذي لا يعملهل هو ظالم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان المقصود أن العامل عمل عملاً إضافياً ثم لم يعطه المسؤول أجرته، فلا ريب في حرمة هذا التصرف وأنه من الظلم ومنع الناس حقوقهم، وهو كبيرة عظيمة لا سيما في حق الضعفاء كالأجراء ونحوهم.

روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى به ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعط أجره.

وأما الشق الثاني: من السؤال فلم يظهر لنا المقصود منه تماماً، ولكن نقول في جوابه إن الله تعالى أمر بالعدل وإيتاء الناس حقوقهم، فقال:[إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ](النحل: 90)

ولا ريب أن من العدل مكافأة المحسن ومعاقبة المسيء؛ كما قال الله تعالى عن الملك العادل ذي القرنين: [قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً](الكهف:88)

فالواجب على كل من ولي أمر الناس أن يقوم بينهم بالعدل والإحسان، وأن يرحم ضعفاءهم ويقيل عثرة محسنهم.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني