الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم المدين الاستئذان من الدائن للذهاب إلى الحج؟

السؤال

عندي صديق، وكان لدينا عمل في المقاولات منذ: 2016، وتمت تصفية العمل: 2018، وقمنا بأداء الحج معا، وأعطاني شيكا بالمبلغ، لعدم استطاعته إعطاء المبلغ وقتها، فقلت له إنني أسامحك في أن تحج، لأنها الحجة الأولى له -أسأل الله أن يتقبل مني ومنه- وحتى وقتنا هذا لم يدفع لي جنيها واحدا من الدين الذين يفوق: 200 ألف، ولكنني أعذره لضيق الحال، وتوقف شغل المقاولات، وفوجئت أنه ذهب إلى الحج دون علمي مرة أخرى هذا العام!! ولا أدري ماذا أفعل؟ فهل كان من الأولى أن يقوم بسداد الدين، حيث إنها ليست الحجة الأولى له، أو على الأقل يستأذنني في الدين قبل سفره؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرًا على حسن خلقك، وإنظارك لصاحبك، وإذنك له بالحج أول مرة، رغم أنه مدين لك، ونسأل الله تعالى أن لا يحرمك أجر إنظار المعسر.

وأمَّا حج صاحبك ثانية قبل سداد ما عليه من الدين، ودون إذنك: فهو خطأ منه عظيم، إن كان الدين حالا، وهو موسر، وأما إن كان معسرا ليس عنده ما يقضيك به، فلا يلزمه الاستئذان، إذا تبرع له شخص بتكلفة الحج، وللفائدة انظر الفتويين: 468283، 130704.

وعلى كل حال، فالذي ننصحك به أن تتسامح معه ثانية، كما تسامحت معه أولا، ولك أن تطالبه بحقك إن رأيت أنه أيسر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني