الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: لا أخرج عبدًا لي من الدنيا ‌وأنا ‌أريد ‌أن ‌أرحمه...

السؤال

أسأل عن الحديث القدسي: وعزتي، وجلالي، لا أقبض عبدي المؤمن وأنا أحب أن أرحمه إلا ابتليته بكل سيئة كان عملها سقما في جسده، وإقتارا في رزقه، أو مصيبة في ماله، أو ولده، حتى أبلغ منه مثل الذر، فإن بقي عليه شيء شددت عليه بسكرات الموت حتى يلقاني كيوم ولدته أمه....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الحديث ضعيف جدا شبه الموضوع، أسنده الخلعي في الخلعيات، قال: أَخْبَرَنَا أبو مُحَمَّد إسماعيل، بن رجاء، بن سعيد، بن عبيد الله العسقلاني، قال أَخْبَرَنَا أبو بكر مُحَمَّد بن أَحْمَد الجندري، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن أبان بن شداد، قال: حَدَّثَنَا أبو الدرداء هاشم بن مُحَمَّد الأنصاري، قال: حَدَّثَنَا عمرو بن بكر السكسكي، عن عباد بن كثير، والربذي موسى بن عبيدة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن الْنَّبِي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال ربكم عز وجل: وعزتي لا أخرج عبدًا لي من الدنيا ‌وأنا ‌أريد ‌أن ‌أرحمه، حتى أوفيه كل خطيئة عملها بسقم في جسمه، أو ضر في معيشته، أو افتقار في رزقه، أو خوف في دنياه، حتى أبلغ منه مثاقيل الذر، فإن بقي عليه منها شيء شددت عليه الموت حتى يفضي إليَّ كما ولدته أمه، وعزتي لا أخرج عبدًا من الدنيا وأنا أريد أن أعذبه حتى أوفيه كل حسنة عملها بصحة في جسده، ورغد في معيشته، وسعة في رزقه، وأمن في دنياه، حتى أبلغ منه مثاقيل الذر، فإن بقي له منها شيء هونت عليه الموت حتى يفضي إليَّ ليست له حسنة يُتْقَى بها النار.

قال الذهبي في ميزال الاعتدال بعد ذكره للحديث في ترجمة عمرو بن بكر السكسكي: أحاديثه شبه موضوعة. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني