الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يشعر بقشعريرة كلما لامس جسده المصلين في صلاة الجماعة

السؤال

لقد وصلتني إجابتكم التي تبين لي من خلالها سوء فهمكم لسؤالي، فالمقصود من تخلفي عن الصلاة في المسجد هو تخوفي من مضايقة من يصلي بجانبي والتأثير على خشوعه وكذلك على خشوعي, لا مجرد قشعريرة أشعر بها أو أي ألم أحس به, فسؤالي هو من الناحية الطبية إن كانت هذه حالة عادية, أو سابقة الوقوع. أرجو موافاتي بالرد في أقرب وقت ممكن شاكرا لكم حسن تفهمكم للأمر، .
رقم سؤالي السابق هو:131359

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما أجبنا به على السؤال المذكور هو فيما يتعلق بكون ما يحسه المصلي من القشعريرة من تلامس قدمه بقدم من بجانبه مبيح للتخلف عن صلاة الجماعة أم لا؟ وهذا ما يفهم من السؤال.

أما سؤالك عن التخلف عن الجماعة بسبب تخوفك من مضايقة من يصلي بجانبك والتأثير على خشوعه وعلى خشوعك فهذا التخوف نخشى أن يكون مجرد وهم وتلبيس من الشيطان ليفوت عليك فضيلة وأجر صلاة الجماعة، فينبغي لك عدم الالتفات لذلك والحرص على صلاة الجماعة في المسجد، فإن الشيطان حريص على إيجاد الذرائع والأعذار التي يظنها صاحبها أعذارا ليصرفه عن الخير ويوقعه في الشر كما قال العلماء: الشيطان قد يفتح للإنسان سبعين بابا من أبواب الخير ليفتح له بابا من أبواب الشر، أوليضيع عنه بابا من أبواب الخير أعظم من تلك السبعين.

أما إذا كان فيه إيذاء للمصلين وإشغال لك عن الصلاة ولم يمكن تجنب ذلك فلا حرج أن لا تصلي في المسجد، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم من أكل بصلا أو ثوما أن يقرب المسجد، والعلة هي الإيذاء، وقد بينها صلى الله عليه وسلم في قوله كما في رواية مسلم: من أكل البصل والثوم فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم.

قال ابن قدامة في "المغني": وليس أكلها محرما. ثم قال: وإنما منع أكلها لئلا يؤذي الناس برائحته، ولذلك نهي عن قربان المساجد. انتهى. فإذا كان في هذا الأمر إيذاء محققا لمن يصلي حولك فلا حرج أن تترك الصلاة في المسجد، لأن العلة هي إيذاء المصلين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني