الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظر إلى صورة زوجة صديقه ويريد أن يتوب

السؤال

النظر إلى صورة أجنبية
بسم الله الرحمن الرحيم
فإني أسأل المولى عز وجل أن يوفقني وإياكم لعمل كل ما يحب ويرضى من الخيرات وأن يثبتنا على القول الثابت. إليكم موضوعي فهو الآن مطروحً أمامي وأود إطلاعكم عليه فهو الآن أصبح في غاية الأهمية بالنسبة إلي ، وذلك لما قد وقعت فيه بسبب ذلة شيطان أعاذنا الله من شره . فسأكتب الموضوع وهو أني قد وقع نظري على صورة لزوجة أحد أصدقائي الأعزاء بل هو في مقام أخ لي .ليتني لم أنظر لتلك الصورة فقد نظرت إليها بشكل موسع قليلاً مع إنها لم تكن واضحة بشكل طبيعي إلا أنني سايرت الشيطان اللعين ونظرت ودققت في الصورة ومع هذا كله لم أشأ أني أقوم بإنهاء هذه الغلطة بالسكوت فقد أخبرت صديقي بالحقيقة والتي لم يتوقعها مني بتاتاً .. لكن الشيطان هو من أوقعني في هذه المصيبة. سؤالي أكرمكم الله هو ماذا يترتب علي في هذه الحالة ، وكيف أتصرف لكي أنهي غلطة كهذه قد اقترفتها في حقي قبل أن أقترفها في حق صديقي وأخي في صورة زوجته. أتمنى من الله عز وجل أن أجد عندكم الحل السليم والحكم في هذه الحالة وما هي عقوبتي ليرتاح ضميري؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن نظرك لزوجة صديقك حرام، لأنها أجنبية عنك، وقد قال الله تعالى: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ] (النور: 30) والواجب عليك التوبة إلى الله والندم على ما فرطت في جنبه وعقد العزم على عدم العودة لمثل هذا الذنب، وعليك أن تكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة، فإن الحسنات يذهبن السيئات، ولا تيأس من روح الله، فقد قال الله تعالى: [وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى] (طه: 82). وقال: [أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ] (التوبة: 104). وقال سبحانه: [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ] (الزمر: 53).

ولقد أخطأت عندما صارحت صديقك بمعصيتك، وكان الواجب عليك أن تستر على نفسك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله. رواه مالك. وإن ما ابتلي به الناس من ا لنظر لصور الأجنبيات هو بسبب تساهل الناس في التقاط الصور الفوتوغرافية بغير حاجة، ولمعرفة حكم الصور والاحتفاظ بها راجع الفتوى رقم: 1935 والفتوى رقم: 10888.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني