الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يسوغ كتمان العلم خشية الحسد

السؤال

لقد عملت مجلة إسلامية على الكمبيوتر ولكني لم أعرضها على زميلاتي وإنما أرسلتها إلى مشرفتي والسبب في ذلك حسد وحقد زميلاتي عليّ فأنا لا أحب أن أعرض ابتكاراتي وإبداعي عليهن فهذا شيء غريب عليهن ،وأنا الآن في حيرة من أمري هل ما أفعله صحيح أم أني محاسبة على ذلك علماً بأني أستطيع كتابة المجلة على الوورد وتوزيعها عليهن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أرجوكم مساعدتي وإنقاذي إن كنت على خطأ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن علم من العلوم شيئا وكتمه عمن يحتاج إليه من الناس فقد ارتكب ذنبا عظيما.

قال تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ] (البقرة: 159).

وروى البخاري من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بلغوا عني ولو آية. ونشر العلم بين الناس هو واحد من الأمور التي يبقى أجرها متواصلا لصاحبه بعد موته. أخرج مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.

وبناء على هذه النصوص فواجبك أن لا تكتمي عن زميلاتك المجلة الإسلامية التي عملت إذا كنت تعرفين أنهن سيستفدن منها شيئا من مسائل دينهن، ولا يحملنك على ذلك خوف الحسد، فالحسد له أسباب وقائية يمكنك أن تأخذي بها، وكنا قد أوردناها في بعض فتاوانا، فراجعي فها الفتوى رقم: 24972.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني