الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من عصى الله فمات ابنه لا يعتبر قاتلا له

السؤال

هل القتل الغير متعمد يشترط فيه أن يكون هناك احتكاك أو اصطدام مع المقتول؟؟ أقصد بسؤالي هذا لو أن هناك شخصا توفي عليه أحد أولاده ويرى أن ما حصل هو بسبب معاصي وذنوب اقترفها فهل هذا يعتبر بمثابة القتل الغير متعمد؟؟ وهل عليه كفارة؟؟ علما بأن هذا الشخص تاب الى الله من تلك المعاصي وندم على ذلك أشد الندم أرجوكم أعطوني الإجابة بسرعة فأنا محتار في هذا الأمر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما يصيب العباد من المصائب والمكاره بسبب ذنوبهم ومعاصيهم وتقصيرهم في طاعة الله تعالى. قال الله تعالى: [وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍٍ] (الشورى: 30) حتى قال بعض السلف: إن شؤم المعصية يظهر على الدابة والولد والزوجة.

وليس معنى ذلك أن من ارتكب معصية فأصيب بموت ولده أنه يعتبر قاتلا له ويترتب عليه ما يترتب على القتل العمد أ والخطأ.

فالقتل العمد أن يقصد القاتل قتل المقتول، وأما القتل الخطأ فإن القاتل لا يقصد قتل المقتول، وإنما يفعل فعلا يباح له فعله، فيكون ذلك الفعل سببا في موت المقتول كأن يرمي هدفا فيصيب إنسانا، وصاحب المعصية لم يفعل شيئا من ذلك، بل زلت قدمه وعصى ربه فعاقبه الله تعالى بتلك العقوبة الدنيوية تنبيها له حتى يرجع إلى الله تعالى وتذكيرا له بقدرته عليه.

وربما كانت المصيبة سببا في توبته ورفع درجاته وقربه من الله تعالى، وإذا كان هذا الشخص قد تاب إلى الله تعالى توبة نصوحا مستوفية الشروط، فإن الله تعالى يقبل توبته ويبدل سيئاته حسنات.

قال الله تعالى: [إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا] (الفرقان: 70).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني