السؤال
أنا أبيع العطور والطيب، جاء إليَّ أحد الأصدقاء وطلب مني شراء عطرين، ووعدني بدفع ثمنهما خلال بضعة أيام. وحين جاء الموعد المتفق عليه، بدأ يعتذر ويتهرب من الدفع. فقلت له: سأمهلك فترة أطول حتى تستلم راتبك وتسدد المبلغ. ثم وعدني وأقسم أنه سيسدد الدين. ولكن عندما جاء الموعد الجديد، بدأ في التهرب واختلاق الأعذار والمماطلة والكذب.
في آخر محادثة بيننا، أخبرته أنني لا أريد المال، بل أريد أن يكون المبلغ دَيناً في رقبته، لكنه لم يهتم.
ما حكم قولي له: أريد أن يكون المبلغ دَيناً في رقبته؟ وهل إذا جاء أحد وسدد عنه نصف المبلغ، يسقط عنه الدين؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقول السائل لصديقه المدين: (أريد أن يكون المبلغ دينا برقبته) ليس إسقاطا للدين، بل هو تثبيت وتأكيد للدين، والغرض منه إنما هو تخويفه من أن يلقى الله وهذا الدين في عنقه.
وإذا تبرع غير المدين بقضاء جزء من الدين عنه، سقط هذا الجزء وحده دون بقية الدَّين؛ إلا أن يتبرع الدائن بإسقاطه.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: إذا ثبت الدين في ذمة المدين فإنها تبقى مشغولة بالدين، ولا تبرأ إلا بحصول أحد أسباب انقضاء الدين التالية:
أولا: الأداء: إذا أدى المدين أو نائبه أو كفيله أو غيرهم، الدين إلى الدائن أو نائبه الذي له ولاية قبض ديونه، فإن ذمة المدين تبرأ بالأداء، ويسقط عنه الدين ...
ثانيا: الإبراء: وذلك كما إذا كان لزيد في ذمة بكر مائة دينار ثمن مبيع أو بدل قرض أو غير ذلك، فأبرأه من الدين كله، فينتهي بذلك التزام المدين لفراغ ذمته بالإبراء، وينقضي الدين ... ولو أبرأه من بعض الدين لم يبق له إلا مطالبته بالباقي... اهـ.
والله أعلم.