الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أذنب في حق أخيه ذنبا ثم تاب فهل يخبره؟

السؤال

قمت بالاطلاع على عورة أخ لي دون علمه من باب الفضول وليس لشهوة، سؤالي هو: هل يجب علي إخباره لتقبل توبتي أم لا، أفيدوني يرحمكم الله، فأنا في عذاب منذ مدة، نحن نحب بعضنا في الله كثيراً منذ سنتين ونعمل في الدعوة في بلاد الغرب، وأخاف إن أخبرته أن يتأثر كثيراً، وتنتهي أخوتنا وهو ما لا أريده، أفيدوني، كيف التوبة من هذه الزلة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد حرم الله تعالى النظر إلى العورات، قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور: 30].

وعليه، فإنك ارتكبت إثماً فعليك بالمبادرة إلى التوبة بالإقلاع عن مثل هذا الفعل والندم عليه والعزم أن لا تعود إليه، فهذه هي شروط التوبة، ومن فعلها مخلصاً لله تعالى، فإنها ستكون مقبولة إن شاء الله، ففي الحديث الشريف: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه من حديث أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه مرفوعاً.

وأما إخبارك له عن هذا الفعل الذي قمت به، فإنه لا يشترط لقبول توبتك، فلا تفعله إذا، ويتأكد نهيك عن إخباره إذا كنت تعلم أن الإخبار قد يؤدي إلى انتهاء الأخوة بينكما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني