السؤال
أعلم أن روث وبول الدجاج طاهر، لكن سؤالي هو أنني أطعم الدجاج بقايا اللحوم، ومرتديلا ونقانق وعلفًا حيوانيًّا، فهل يظلّ حكم بول وروث الدجاج طاهرًا أم ينجس؟ أرجو التوضيح -بارك الله فيكم-.
أعلم أن روث وبول الدجاج طاهر، لكن سؤالي هو أنني أطعم الدجاج بقايا اللحوم، ومرتديلا ونقانق وعلفًا حيوانيًّا، فهل يظلّ حكم بول وروث الدجاج طاهرًا أم ينجس؟ أرجو التوضيح -بارك الله فيكم-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمسألة طهارة فضلة الدجاج -ونحوه من مأكول اللحم- مختلف فيها:
فمن أهل العلم من يرى طهارتها، ما لم تطعم النجس، ومنهم من يرى طهارتها، إن كان الغالب في طعامها ما هو طاهر، ومن أهل العلم من يرى نجاسة فضلتها مطلقًا.
وهذا كلام أهل العلم في ذلك: جاء في حاشية الصاوي المالكي على الشرح الصغير: ومن الطاهر: فضلة المباح، من روث، وبعر، وبول، وزبل دجاج، وحمام، وجميع الطيور، ما لم يستعمِل النجاسة، فإن استعملها أكلًا أو شربًا، ففضلته نجسة. انتهى.
وقال مرعي الحنبلي في دليل الطالب: وما أُكِل لحمه، ولم يكن أكثر علفه النجاسة، فبوله وروثه وقيئه ومذيه ومنيه ولبنه طاهر. اهــ.
وجاء في بدائع الصنائع للكاساني الحنفي: ما لا يذرق في الهواء -كالدجاج، والبط-، فخرؤهما نجس؛ لوجود معنى النجاسة فيه، وهو كونه مستقذرًا لتغيره إلى نتن وفساد رائحة؛ فأشبه العذرة. اهــ.
وممن قال بالنجاسة أيضًا الشافعية؛ فالأرواث عندهم نجسة كلها، حتى لو كانت أرواث مأكول اللحم.
جاء في المجموع للنووي: مذهبنا أن جميع الأرواث والذرق والبول نجسة من كل الحيوان، سواء المأكول وغيره، والطير، وكذا روث السمك والجراد، وما ليس له نفس سائلة -كالذباب-، فروثها وبولها نجسان على المذهب. انتهى.
والقول بالتفصيل هو الأقرب، فإن كان أغلب ما يطعمه الحيوان مأكول اللحم طاهرًا، ففضلته طاهرة.
وعلى هذا؛ فإن كان ما تطعمه للدجاج من لحوم وأعلاف طاهر؛ فذرق الدجاج طاهر، وإن المطعوم نجسًا؛ فذرق الدجاج نجس.
وقد بينا حكم الأعلاف التي يدخل في تصنيعها بعض المواد النجسة.
وخلاصة القول في ذلك هو: أنه إن كانت نسبة تلك المواد قليلة مستهلكة في بقية المكونات الطاهرة للأعلاف، أو كانت قد عولجت أثناء التصنيع حتى استحالت أعيانها وخصائصها؛ فهي طاهرة، وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين: 233983، 446257.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني