الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا لا أخشى أي شيء في العالم، لماذا؟.هل القلب مات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان السائل يقصد أنه لا يخشى في الله لومة لائم بمعنى أنه لا يخشى إلا الله جل جلاله فيمتثل أوامره ويجتنب نواهيه ـ وهذا ما نتمنى أن يكون هو حال السائل ـ فلا شك أن هذا هو وصف أنبياء الله تعالى وأصفيائه من خلقه، قال تعالى: الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّه [سورة الأحزاب: 39].

بل إن الخوف ـ أعني ما يسمى بخوف الشيء- من أجلِّ العبادات ويجب أن يكون من الله وحده، وقد سبق أن ذكرنا حكمه، وشيئا من التفصيل في الخوف في الفتوى رقم: 2649.

ومن كان هكذا فلا يوصف بموت القلب ولا بقساوته بل يوصف بحياة القلب وبسلامته من الآفات، قال تعالى: يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [ سورة الشعراء: 89،88]. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: وقال مجاهد والحسن وغيرهما بقلب سليم يعني من الشرك، وقال سعيد بن المسيب هو القلب الصحيح، وهو قلب المؤمن، لأن قلب الكافر والمنافق مريض، قال تعالى: فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ [ سورة البقرة:10].

وبهذا يتبين للسائل أنه إذا كانت خشيته وخوفه من الله فقط كما نتمنى فإن قلبه حي بل صحيح سليم.

أما من لم يخف الله تعالى وتمرد على أوامره وتجرأ على نواهيه غير مبال، يقول ابن القيم عليه رحمة الله بعد أن ذكر القلب الصحيح: والقلب الثاني ضد هذا وهو القلب الميت الذي لا حياة به فهو لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه؛ بل هو واقف مع شهواته ولذاته ولو كان فيها سخط ربه وغضبه.... إلى آخر كلامه. نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الخوف والخشية منه وحده سبحانه وتعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني