الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تسوغ مقاطعة الوالدين بحال

السؤال

أريد أن أسأل عن التالي: عندي صديق لم ير والديه منذ فترة وذلك لأنهم ضربوه وطردوه من البيت واتهموه بأنه يسعى هو وزوجته إلى إفساد عرس أخته الآن المسكين يعاني والآن نطلب منكم حلا شرعيا لهذه المشكلة.
وجزاكم الله خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن للوالدين منزلة عظيمة في الإسلام ، ولهما على الولد حق كبير، ويكفي في بيان مكانتهما كون الرب جل وعلا قد قرن حقه بحقهما فقال سبحانه: [وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً] (الإسراء: 23)

فبرهما وطاعتهما وصلتهما، كل ذلك واجب على الولد، ومقاطعتهماعقوق وكبيرة من كبائر الذنوب.

فالواجب على صديقك هذا أن يصل والديه، بل وقبل ذلك أن يتوب إلى الله تعالى مما وقع منه من قطيعتهما، وليعلم أن ضربهم إياه أو طردهم له من البيت لا يسوغ له قطيعتهما، فالواجب عليك نصحه، لأن هذا من حقه عليك كمسلم، فكيف وهو صديقك؟! واسع في الإصلاح بينه وبين والديه، فإن الإصلاح بين الناس من أعظم القربات، قال تعالى: [لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً](النساء:114)

وبخصوص اتهامهما إياه وزوجته بالسعي لإفساد زواج أخته، فإن كان قد وقع منهما شيء من ذلك بغير مسوغ شرعي فالواجب عليهما التوبة، وطلب العفو والمسامحة.

وتراجع لمزيد الفائدة الفتاوى: 40427 ، 35695 ، 35313.

والله اعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني