الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن تعلق قلبه بامرأة أجنبية لا يطيق البعد عنها

السؤال

رقم الفتوى : 46960 عنوان الفتوى : ثمار العلاقة بين الجنسين مذاقها مرٌّ تاريخ الفتوى : 23 صفر 1425 هذا سؤالي الذي أجبتموني عنه و جزاكم الله كل الخير حاولت أن أنفذ ما قلتموه لي لكن دون جدوى أريد الزواج منها اليوم قبل الغد أصبح فكري منشغلا بها أكثر من ذي قبل والله لا أستطيع العيش من دونها أفكر فيها في كل وقت قلبي يؤلمني بالابتعاد عنها أصبحت مغرما بها لدرجة لا تتصور فراحتي أن تكون بجانبي العمر كله والله الذي لا إله الا هو لا أستطيع العيش من دونهاأفيدوني جزاكم الله خير وأستسمحكم عذرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإجابة الشبكة على سؤالك وإحالتها للأسئلة التي تتعلق بنفس الموضوع كافية وشافية بإذن الله تعالى إذا أخذت بها، وليس لدينا جواب أكثر مما أجبنا به سابقا إلا نصحيتنا لك بأن تبتعد عن هذه الفتاة مادمت لست قادراً على الزواج منها وذلك لأنك قد وقعت في المحظور الشرعي ألا وهو العشق المحرم الذي ملك فكرك وملأ قلبك وصرت منشغلاً به كل وقتك، وهذا النوع من الحب والعشق الذي وقعت فيه قد يوصلك إلى المحبة الشركية التي يسوي فيها المحب بين حب الله وحب محبوبه أو يحب محبوبه أكثر من حب الله، واستمع إلى المولى عز وجل وهو يحذر عباده المؤمنين من الوقوع في هذا الحب الشركي، قال تعالى: [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ](البقرة: 165)

قال ابن تيمية في كتابه الا ستقامة في تفسير هذه الآية:

"فالمؤمنون أشد حباً لله من المشركين الذين يحبون الأنداد كما يحبون الله، فمن أحب شيئاً غير الله كما يحب الله فهو من المشركين لا من المؤمنين.

قال تعالى عن أهل النار: [تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ*إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ] (الشعراء:98)، قال بعض المفسرين: " والله ماساووهم بالله في الخلق والرزق والتدبير، ولكن ساووهم في المحبة والاجلال والتعظيم".

والعلاج من هذا المرض العضال الذي شغل فكرك وبالك وجعلك تتعذب وتبحث عن الخلاص منه هو الاتي:

أولا: إخلاص العمل ومنه حبك لله عز وجل فلا تصرف منه شيئاً لغير الله.

ثانياً: أن تتضرع إلى الله وتلجأ إليه أن يصرف عنك هذا التعلق الذي لا فائدة فيه ولا جدوى وأن تسأل الله عز وجل أن يرزقك حبه كما جاء في الحديث: " أسالك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك. أخرجه الترمذي، وهو صحيح.

ثالثاً: عليك أن تشتغل بما ينفعك في دينك ودنياك، لعل الله ينسيكها، ويبدلك بهافتاة خيرا منها. أوييسر لك الزواج منها ، واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه.

رابعاً: لتعلم أن قولك إنك لا تستطيع أن تعيش من دونها، تلبيس عليك من الشيطان (أعاذنا الله وإياك منه) ودليل على ضعف عزيمتك واعلم أنك لو تزوجتها فإنك ستفارقها في يوم ما كما جاء في الحديث ( وأحبب من شئت فإنك مفارقه) رواه الطبراني.

خامساً: اعلم أنك خلقت لعبادة الله وحده لا شريك له ولا ينبغي أن يصرفك عن عبادة الله أي شاغل كان امرأة أو غيرها، واعلم أن هذا الحب والعشق إذا لم تتخلص منه فقد يوصلك إلى مالا تحمد عقباه أو يصل بك إلى ما وصل إليه من جنوا بسبب هذا النوع من العشق.

سادساً: عليك أن تملأ فراغك بطاعة الله عز وجل وتلاوة كتابه وتعلم العلم الشرعي حتى تفوز برضى الله عز وجل فعساه سبحانه وتعالى أن يخلصك مما أنت فيه فهو نعم المجيب وبالاجابة جدير.

والله اعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني