الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوى العمرة وتجاوز الميقات بلا إحرام.. الحكم.. والواجب

السؤال

ذهبت لأداء العمرة، ومررت بمحاذاة الميقات جواً، ولكنني لم أكن جاهزاً للإحرام في ذلك الوقت، ثم وصلت إلى مطار جدة دون أن أكون محرماً، ومن هناك توجهت مباشرة إلى مكة المكرمة، وحتى الآن لم أقم بالإحرام بسبب جهلي بمكان الميقات الصحيح. مع العلم أنني دخلت المملكة بنية أداء العمرة فقط، فمن أين أستطيع الإحرام الآن وأنا موجود في مكة؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد كان الواجب عليك -أخي السائل- حين قدمت المملكة ناويًا العمرة، أن تحرم في الطائرة من الميقات الذي مررت به، قال البهوتي الحنبلي في شرح المنتهى: ولا يحل لمكلف حر مسلم ... أراد نُسكًا، تجاوز ميقات بلا إحرام؛ لأنه صلى الله عليه وسلم وقّتَ المواقيت، ولم ينقل عنه ولا عن أحد من أصحابه أنه تجاوز ميقاتًا بلا إحرام. انتهى مختصرًا.

وجهلك بهذا لا تُعذر فيه، وكان الواجب عليك أن تتعلم أحكام العبادة التي ستقوم بها، فإن هذا من العلم الواجب عليك. وإذ لم تفعل، فإن الواجب عليك أن ترجع إلى الميقات، فتحرم منه للعمرة.

قال ابن قدامة في المغني: من جاوز الميقات مريدًا للنسك غير محرم، فعليه أن يرجع إليه ليحرم منه، إن أمكنه، سواء تجاوزه عالمًا به أو جاهلًا، علم تحريم ذلك أو جهله. اهـ.

وإن لم ترجع إلى الميقات، وأحرمت دونه، لزمك دم، جاء في الموسوعة الفقهية: ومن جاوز الميقات غير محرم، وجب عليه أن يرجع إليه ليحرم منه إن أمكنه، فإن رجع إليه فأحرم منه، فلا دم عليه، كما لو لم يتجاوزه، وهذا باتفاق؛ لأنه أحرم من الميقات الذي أمر بالإحرام منه، وإن تجاوز الميقات وأحرم، فعليه دم، سواء رجع إلى الميقات أو لم يرجع. انتهى.

والحاصل؛ أن عليك دمًا إن أحرمت بعد مجاوزة الميقات، فإن رجعت قبل أن تحرم، وأحرمت من الميقات، فلا شيء عليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني