السؤال
سمعتُ أنَّ المذهب المالكي -وهو الغالب في بلدي- يرى أنَّ من نسي سُنَّةً مؤكدةً في الصلاة، فعليه سجود السهو، وإلَّا قد تبطل صلاته. لذا؛ قررتُ العمل بذلك حتى أتأكد.
فمَن أدلته أقوى: القائلون بوجوب سجود السهو للسنن المؤكدة، أم القائلون بعدم وجوبه؟ وإذا لم يكن واجبًا، فهل يلزمني إعادة الصلوات التي سجدتُ فيها للسهو احتياطًا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بد من التنبيه على أن مشهور مذهب المالكية هو: أن الصلاة تبطل بترك السجود القبلي المترتب على ثلاث سنن، ولا تبطل بترك السجود المترتب على ترك أقل من ثلاث.
جاء في الشرح الكبير للدردير المالكي: (و) بطلت (بترك) سجود سهو (قبلي) ترتب عليه (عن ثلاث سنن) كثلاث تكبيرات، وكترك السورة، (وطال) إن تركه سهوًا، وأمَّا عمدًا فتبطل وإن لم يطل (لا) بترك قبلي ترتب عن (أقل) من ثلاث سنن كتكبيرتين. اهـ.
والسنن المؤكدة التي يسجد المصلي لتركها عند المالكية ثمانية.
وهذه السنن الثمانية تختلف أحكامها وتسميتها عند الفقهاء، فالبعض منهم يعتبر بعضًا منها ركنًا من أركان الصلاة، كما عند الحنابلة، والشافعية في التشهد الأخير الذي يعتبره المالكية سنة مؤكدة، وبعضها يعتبرونه مستحبًا فقط، كالسورة، وكالجهر، والسر، فلا يوجبون له سجود سهو، بخلافها عند المالكية، ولكل منهم دليله على ما ذهب إليه.
والنظر في أدلتهم والمقارنة بينها أمر ليس بالهين، ولا يستطيعه كل أحد، لذلك نرشدك إلى العمل بما عليه أهل مذهبك، أو أفتاك به من تثق به من أهل العلم، فهذا هو شأن العامة.
أمّا إعادة ما صليته مقلدًا فيه مذهب أهل بلدك، فلا قائل يقول به، ونخشى أن يكون من التنطع أو الوسوسة.
والله أعلم.