السؤال
جدي رحمه الله قتل شخصاً بالخطأ ولم يكن يعرف بأنه يجب أن يدفع الدية أو يصوم شهرين متتابعين ومات بعدها، فهل يجوز إخراج الدية عنه مع العلم أننا لا نعرف أهل الميت.
فماذا نفعل هل نصوم عنه شهرين متتابعين؟ وهل يجوز أن اصوم أنا حفيدته شهرين متتابعين لأن خالاتي كبرن في السن ولا يستطعن صيام هذه المدة. و شكراً لكم
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقتل الخطأ يترتب عليه الدية والكفارة، كما فصلناه في الفتوى: 474649، والدية في قتل الخطأ تكون على عاقلة القاتل، وقد ذكرنا شروط تحمل العاقلة للدية في قتل الخطأ في الفتوى: 207445، فإذا توافرت هذه الشروط، فإنه يجب على عاقلة جدك دفع الدية إلى أولياء القتيل، سواء كان جدك حيًا أو قد مات، وإذا لم تتوافر تلك الشروط، فإن الدية تكون في ماله هو، وتؤخذ من تركته عند موته إذا لم يؤدها في حياته، وإذا لم يكن له مال، أو عجزت عنها العاقلة في حال وجوبها عليهم، فالدية في كلا الحالين على بيت المال -إن وجد-. وانظري الفتوى: 250903.
وإذا لم تعلموا من هم أهل القتيل، ويئستم من العثور عليهم، فيكون حينئذ من جملة المال الذي لا يعرف له مالك معين، فيتصدق به عنهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى: ولو أيس من وجود صاحبها، فإنه يتصدق به، ويصرف في مصالح المسلمين، وكذلك كل مال لا يعرف مالكه من الغصوب، والعواري، والودائع وما أخذ من الحرامية من أموال الناس، أو ما هو منبوذ من أموال الناس؛ فإن هذا كله يتصدق به، ويصرف في مصالح المسلمين. اهـ، وراجعي الفتوى: 192313.
وأمّا الصوم عن جدكم شهرين متتابعين، فليس واجبًا على أحد منكم، لكن لو تبرع به، فلا حرج في ذلك، وانظري لهذا الفتوى: 232054.
والله أعلم.